الجـنس.. في غـرف الدردشـة العربية

الجـنس.. في غـرف الدردشـة العربية
د. أحمد محمد صالح
في غرف الدردشة العربية، هناك وخلف الأبواب المغلقة، تتداعي حواجز الواقع
بما يفرضه من قيود لتفتح الخيال! وأمام واقع افتراضي لا تحده قيود أو
تعقيدات، وهناك أيضا يصبح بوسع الجميع أن يفصحوا عن مكنون قلوبهم،
ليتحدثوا في كل شيء وأي شيء.
كثير من الجنس والحب، وبعض المناوشات العرقية وقليل من السياسة، ورواد هذه
الغرف يشعرون في الوقت نفسه بأن فضاء الواقع يضيق عليه وأن فضاء الإنترنت
هو الحل!
وقد دفعني الفضول المعرفي إلى الدخول إلى إحدى غرف الدردشة العربية، ولم
أصدق ما يحدث من دعوة للشباب لممارسة الجنس، وإن ما يحدث في هذه الغرفة من
كلام بالعربية عن الجنس فوق التصور والخيال!
وفي تلك الغرف تجد شبابا من الجنسين يتكلم بصراحة في الجنس، مستخدما
المصطلحات الدراجة في وصف أعضائهم الجنسية، وفهذا يصف عضوه الذكرى، وأخرى
تصف أجزاء جسمها، وتقف طويلا عند أعضائها الجنسية مستخدمة التعبيرات التي
نسمعها في الشوارع! وأخرى تقول: إنها تعيش في أمريكا- مشهرة مثليتها
الجنسية، وكنوع من التحدي أرفقت اسمها بصورة لها وهي تحتضن صديقتها! فضلا
عن أنهم يتبادلون فيما بينهم الصور والأفلام وملفات الصوت الجنسية! والبعض
يفسر ما يحدث في تلك الغرف بانها هي المكان الذي يستطيع فيه الانسان
العربي أن يتحدث فيها مع نفسه صراحة, ليقول ما لا يستطيع قوله مع الآخرين،
لكن لماذا يركز رواد الغرف على الجنس والمشاحنات الوطنية بينهم؟ بعض
المراقبين يفسر ذلك بأن العرب لديهم نوع من الإحباط والكبت الجنسي الذي
يمكن تفريغه عبر الإنترنت.
كما أن بعض العرب يشعرون بالتخوف والتشكك إزاء بعض وهم لا يستطيعون التعبير عن ذلك على أرضية الواقع فيظهرونه عبر الإنترنت.