THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: عوارض أزمـة المـراهقة الجمعة سبتمبر 26, 2008 2:51 am | |
| عوارض أزمـة المـراهقة 1- السرعة الكبيرة في النمو الجسدي مع عدم الانتظام في أجزائه المختلفة: كبر الأنف وعدم التناسق في تقاسيم الوجه، أو بين طول البدن وعرضه، أو بين طول الأطراف وعرض المنكبين والردفين، وطول الجذع أو الرقبة، أو الاذنين... هذا التسارع في النمو مع عدم انتظامه بالنسبة لكافة أجزاء وأعضاء البدن. يكون مصدر قلق واضطراب لدى المراهق/ المراهقة.
2- ظهور "بثور الشباب" وتظهر هذه البثور لدى بعض المراهقين نتيجة لنشاط الغدد في هذا العمر خاصة الغدد الدهنية منها مما يسبب قلقا وخجلا لدى المراهق/ المراهقة من جزاء هذه الحالة.
3- عدم التناسق بين النمو الجسدي هذا وتسارعه مع النمو الانفعالي والعقلي والاجتماعي: فالمراهق لم يبلغ الرشد بعد على المستوى العقلي ولا النضج على المستوى الانفعالي.
أي أن سماته الانفعالية لم تنضج بعد، وعلاقاته الاجتماعية لا تزال في الحد الذي لم تخوله بعد الاندماج الفعلي في المجتمع والانخراط فيه نهائيا. فيما يجد نفسه قد نضج جسديا وجنسيا، وهو لا يزال بالنسبة للأهل والمجتمع انفعاليا واجتماعيا وفكريا في عداد الأطفال (لنا عودو مفصلة إلى هذه الحالة وما يترتب عليها من قلق واضطراب، وصراع لدى المراهق والمراهقة في الداخل والخارج).
4- إن سرعة النمو المفاجىء ذاك من شأنه أن يسبب لدى البعض اضطرابات صحية جسدية ونفسية: مثل فقر الدم (الأنيميا)، مما يشعره بالإجهاد ، ونقص في الطاقة وميل إلى النوم والكسل والتراخي. وفقدان الشهية والعصبية والصداع، والقلق، وهنا يصعب الفصل أيهما السبب وأيهما النتيجة. هل هي بعض الحالات الجسدية، كفقر الدم، وأوجاع المعدة، وآلام الرأس والنزيف الدموي من الأنف.. الخ، ينتج عنها بعض العوارض النفسية، كالعصبية، والتوتر، والقلق والصراعات الداخلية والتصادم مع الأهل والكبار، أم العكس، وفي نظر البعض إن الحالة الجسدية وبعض العوارض المرافقة التي يشعر بها المراهق/ المراهقة ما هي إلا نوع من الهروب (حيلة دفاعية) لما يعانيه المراهق من صراعات نفسية وفكرية، أو نتيجة الإحباط والفشل الذي قد يتعرض لهما، في الدراسة كان أو في أحلامه وآماله أو في حياته العاطفية. أو في علاقاته مع الراشدين. (لعل في استعراضنا للتطور وللنمو لبقية الجوانب من شخصية المراهق ما يفسر لنا تلك الحالة النفسية والصحية التي يعيشها المراهق/ المراهقة).
5- الاهتمام بالجسد وبالمظهر الخارجي: كما يسجل الباحثون الاهتمام الملفت لدى المراهق/المراهقة بالجسد ومظهره، حيث يمضون الساعات الطوال أمام المرآة متأملين تقاسيم وجوههم، وتناسق أيديهم، ولون شعرهم وبشرتهم وعيونهم، كما يمضون أوقاتا في اختيار ملابسهم ألوانا وقياسات ويقومون بتجارب واختبارات لأثوابهم للوقوف على مدى تناسقها فيما بينها من جهة وعلى البدن من جهة أخرى. كما يجرون التجارب على تسريحات شعرهم وأحيانا لونه. تربية الشوارب أو إزالتها وعلى لون عيونهم ووجوههم، كل هذا وذاك يدرجه الباحثون تحت عنوان: اهتمام المراهق/ المراهقة بمظهره الخارجي وحرصه على الظهور أمام نفسه وأمام الآخرين بالمظهر اللائق والمقبول، وكأنه يحاول أن يكتشف بدنه ويتعرف على دقائقه وتفاصيله، ليكون مفهوما عنه واتجاهات نحوه، يحقق له التوافق والتكيف معه كما هو الحال من مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة "ولادة" وبكلمة إن حال المراهق في فترة "المراهقة المبكرة" كحالة الطفل في "الطفولة المبكرة" كلاهما يحاول الكشف والتعرف على بدنه. أنه في حالة "ولادة" من جديد كما أطلق عليها جيزل.
6- عدم الاتزان الحركي: ويطلقون عليه عادة الطفل "المترنح"، المراهق "المضطرب" في حركاته، وفي مشيته، وفي تفاعله الجسدي مع الأشياء ومع الآخرين، إنها سن الارتباك. نلاحظه مضطربا في سيره آخذا أوضاعا غير مستقرة في جلوسه، مصدرا حركات ملفتة أثناء كلامه وتخاطبه مع الآخرين، حتى أحيانا تقع الأشياء من يديه أو يصطدم بها ويتعثر في سيره، ويشعر دوما بأنه مراقب من الآخرين.
كل هذه المظاهر الجسدية التي سبق وذكرناها في الاتجاهين الأول في اتجاه النمو المتسارع طولا ووزنا والثاني في اتجاه الكشف وتكون مفهوم يعيشه المراهق/ المراهقة في داخله. نتيجة "الطفرة" النمو الفسيولوجي المتسارع والمباغت الذي تعرض له المراهق. فهو كان بالأمس طفلا ثيابه وألبسته متناسقة ومتوافقة مع بدنه "طولا وعرضا ولونا وشكلا ومقبوله منه"، وخلال فترة قصيرة- أصبحت هذه الألبسة، غير متناسبة وغير متناسقة- فهي ضيقة، نتيجة النمو وزيادة الوزن، وهي إما قصيرة عند الذراعين وفي الساقين نتيجة النمو الطولي المباغت والمتسارع، وأما فضفاضة نتيجة التحول، كل ذلك يحمل في طياته بذور الاضطراب والقلق، وأحيانا التوتر أو عدم تقبل الذات الجسدية أضف إلى ذلك ما تثيره تلك التغيرات المباغتة من سخرية أو ضحك، أو استغراب واستهجان الأهل والآخرين أحيانا.
ويقول أحمد زكي صالح في صدد تقبل المراهق لجسده: "لا شك أنه من خصائص الإنسان أن يكون فكرة عن ذاته الجسدية أو صورة ذهنية عن جسمه وشكله وهيئته، ووطفة هذه الفكرة والصورة أن الفرد يجمع كل أجزائه الداخلية والخارجية على ضوئها". | |
|