THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: أيها الشباب.. استعصموا الإثنين يوليو 05, 2010 11:22 pm | |
| أيها الشباب.. استعصموا في هذا المقال سأتحدّث عن نوع من أنواع الصبر، وهو الصبر عن المعاصي. وهذا النوع سنتحدّث فيه خصيصاً للشباب. فأرجوكم أيّها الشباب أن تتقبّلوا مني هذا الكلام.. إنّني سأضرب لك مثلاً في الصبر عن المعاصي، أخطر مشكلة تقابل الشباب اليوم، ألا وهي علاقة الرجل بالمرأة، بل أكثر من كلمة علاقة. وهو ما حدث لسيدنا يوسف (ع)، مع امرأة العزيز. إنّ يوسف شاب، موفور الصحة، جميل. وهو عبد، والعبد أكثر جرأة من الحر، لأنّه لن يحاسب كالحر. وهو غريب ولا يعرفه أحد، وهذا يسهل له الأمور. إذاً، سيدنا يوسف شاب قوي وجميل جدّاً وعبد غريب. وإليك الطرف الآخر: امرأة العزيز، وهي امرأة جميلة، ذات منصب، وهي سيدته، مع هذا فهي التي تطلبه وتجري وراءه، وأغلقت الأبواب (لا يراهما أحد)، وهي التي تدعوه إلى الفاحشة، بل تهدّده بأنّه إن لم يفعل ما تأمره به ستدخله السجن. هل مرّ أحد منكم يا شباب بمثل هذا؟ هل هناك فتنة أشد من هذه؟ بل هناك أكثر من ذلك.. إنّ كل نساء البلدة يطلبن يوسف ويراودنه عن نفسه. وانظر إلى رد سيدنا يوسف. قال: (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) (يوسف/ 23). هل تستطيع أن تكون هكذا؟ هيا، ابدأ من الآن: فلا مكالمة، ولا مقابلة، ولا ابتسامة.. ولا.. والله إن قصة سيدنا يوسف لم تترك عذراً لأحد من الشباب. أسمعك تقول لي: إنّك لم ترَ الجامعة، ولذلك تقول هذا. وأقول لك: إنّك لم ترَ قصر العزيز. وتقول لي: إنّك لم ترَ القنوات الفضائية. وأقول لك: إنّك لم ترَ امرأة جميلة أغلقت الأبواب، وهيأت كلّ الظروف، وتراود شاباً عن نفسه، وتهدّده إن لم يفعل ذلك.. هل اقتنعت بأن أسبابك واهية ضعيفة أمام ما عرفته من الأسباب الميسرة لسيدنا يوسف؟ وإليك هذه: (وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ) (يوسف/ 32). اجعل هذه الكلمة (فاستعصم)، نصب عينيك، وانظر إلى تأثيرها فيك. أما قلتها لنفسك يوماً؟ اجعلها شعارك من الآن. وحينما تجد نفسك ضعيفاً، فارفع هذا الشعار خفاقاً عند قلبك (فاستعصم). أيُّها الشباب استعصموا، اصبروا حتى تتزوجوا، فوالله لم يترك لكم سيدنا يوسف عذراً. وتخيل ذلك حينما تقول: يا رب إن زماننا كان صعباً. وقل لنفسك الآن: وهل كان سيدنا يوسف ظروفه سهلة وبسيطة؟ يا مَنْ لا يستطيع ترك مصاحبة البنات.. يا مَنْ لا يستطيع ترك مكالمات التليفون.. انظروا إلى سيدنا يوسف. ووالله من نوى الآن أن يصبر عن المعاصي واستعان بالله، فسيوفقه الله، وهنيئاً له الجنات يوم القيامة. (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ...) (آل عمران/ 14-15). لقد وجدت أنّ قصة سيدنا يوسف هي أعظم مثل للصبر عن المعاصي. وإلى أخي المدخن، إليك هذه الحكاية الواقعية، والتي حدثت بالفعل لرجل كان يدخن السجائر مدة 40 سنة، وقرّر بعد أن سمع الدعاء أن يمتنع عن التدخين نهائياً، ودعا الله أن ينجيه من السجائر ويعصمه منها، وفعلاً امتنع عن التدخين. وكأنّ الصبر عن المعاصي يجعلك تفعل المعجزات، أو التي ترى أنّها معجزات (فالبعض لا يتخيّل أبداً أنّه سيمتنع عن التدخين)، فبعد 40 سنة تدخين، يستطيع ويصبر. ومما يعينك على الصبر عن المعاصي أن تبتعد عن أصحاب السوء. واجعل ثقتك بالله لا حد لها، وأنّه سيعينك إن صبرت. لقد اكتفيت بقصة يوسف كنموذج للصبر عن المعصية، وأحسبها وصلت إلى قلب كل شاب وفتاة. فبالله عليك، ضع قصة يوسف (ع) أمام عينيك، واقرأ سورة يوسف، واقرأ الآيات وهو يقول: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) (يوسف/ 33). وقل لي: ما هو شعورك حينما تقرؤها؟ هل تشعر بأنّك تريد عمل معصية أم أنّك لا تطيق أن تسمع كلمة معصية؟ إنّ قصة سيدنا يوسف تشعرك بالقوة، وأنّ النفس قد تحرّرت من سجن الشيطان. ولذلك، لا يقرأ سورة يوسف محزون أو مكروب أو محب للشهوة إلا سري عنه وصرفت عنه تلك الشهوة. هيا.. اقرأ سورة يوسف بهذه النية، وتعايش مع هذه المعاني، وكن من الصابرين. | |
|