THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: العائلة المنبوذة!/ قصة قصيرة الإثنين أبريل 19, 2010 1:49 pm | |
| العائلة المنبوذة!/ قصة قصيرة كنت محطّ أنظار أهل القرية، نساءً ورجالاً وأطفالاً، والكلُ يتحدث عن ثقافتي وتواضعي وإخلاصي بصفتي معلمة للأطفال ومحاضرة في النساء والرجال، أرشدهم إلى كيفية بناء الأسرة المتفاهمة السعيدة، وعن جهودي في مجالي محو الأمية، والإرشاد الصحي. فجأة تغيرت صورتي في نظرهم، وتحولت أنا وعائلتي إلى مجرمين! كيف؟.. سأروي لكم القصة باختصار: كان أخي الأكبر قد نبّه زوجته، وبإلحاح، إلى أن تحرص على عدم إنجاب طفل خامس، لكنها عاندته وحملت، ما أثار المشكلة بينها وبينه علم بها أهل قريتنا الصغيرة. ويشاء القدر أن تتعسر ولادتها في المستشفى وتموت مع طفلها في أثناء عملية التوليد بين يدي طبيبين وممرضتين. وبمجرد وصول الخبر إلى القرية سرت شائعة تقول: إن زوجها وضع لها السم. وشائعة أخرى تقول: إنه ضربها ضرباً مبرّحاً قبل الولادة مباشرة. وصلت جثة زوجة أخي وجثة الطفل إلى القرية، فلم يتحرك أحد للمشاركة في العزاء. فجأة، وجدت عائلتي نفسها منبوذة محتقرة حتى من أقرب الأهل والأصدقاء. جلسنا في بيتنا أياماً ننتظر من يواسينا، لكن من دون فائدة. أخيراً، قررت الخروج إلى الشارع علني أجد من بين الناس من يتذكر أنني تلك الفتاة التي أحبوها. لكني وجدت أناساً يشيحون بوجوههم عني، بل إن إحدى السيدات رفعت صوتها، وقالت: يا للعار.. ألا تستحيين؟ اذهبي إلى بيتك، وأغلقي الباب على أهلك المجرمين. عدت إلى بيتي، وأغلقت الباب على عائلتي المسالمة الطيبة. جلسنا في عزلتنا نتساءل: كيف للناس أن يغيروا رأيهم بهذه البساطة، ويحكموا علينا حكماً جائراً من دون أن يحاولوا معرفة الحقيقة؟ ذهب أخي الأكبر إلى المستشفى، وجاء بتقرير طبي موقع من الطبيبين والممرضتين والمدير العام، يثبت أن زوجة أخي ماتت نتيجة نزف دموي تعذر إيقافه، وجاء بتقرير من الطبيب الشرعي يثبت أنها لم تتعرض لأي أذى جسدي. ونسخ التقريرن مئة نسخة، وألصق بعضها على باب المسجد، وباب المدرسة الثانوية، وأدخل البقية تحت أبواب بيوت كبار الشخصيات في القرية. وعلى رغم ذلك خرج من قال: إنه دفع رشوة لمدير المستشفى وللقاضي. استمرت مقاطعة أهل القرية لنا، وكنت أكثر المتأثرين بسبب طبيعة عملي التي أضطرتني إلى مواجهة أطفال المدرسة والمعلمات الذين امتنعوا حتى عن رد تحيتي. تناقص وزني بسرعة، وتحولت إلى ما يشبه الشبح. جلست إلى نفسي، وفكرت في حل، فوجدته بالتصدي والمواجهة. ذهبت إلى بيت أعز صديقاتي، وطلبت إليها بحزم أن تستمع إلى ما سأقوله، ثم تقرر موقفها بعد ذلك. قلت لها: افترضي أن أخي مجرم، فما ذنبي وذنب عائلتي؟ سكتت. أريتها التقريرين المختومين من وزارة الصحة، وقلت لها: كيف تصدقين الكتب التي تأتينا من وزارة التربية ولا تصدقين هذا؟ سكتت، ثم ابتسمت، ثم عانقتني، وسارت معي إلى بقية صديقاتنا. استطعت بفعلي الإيجابي هذا أن أخلص أهل قريتي من طغيان الشائعات، وإعادة الوعي والمنطق إليهم، ودفعهم إلى الاعتذار لعائلتي، وحظيت مرة أخرى باحترامهم ومودتهم. | |
|