هل من علاقة بين الذكاء وحجم المخ؟

هل من علاقة بين الذكاء وحجم المخ؟

ماذا يحدث إذا تضاعف حجم مخ الإنسان؟ هل يتضاعف ذكاؤه؟
يبدو أن مثل هذه الزيادة سيكون من الصعب تحقيقها,يستطيع الإنسان ان يزيد
من ذكائه باصطناع وسائل مساعدة,خاصة الحاسب المبرمج الآلي,إلا أن ذلك لن
يؤدي الى زيادة عامة في الذكاء نتيجة القدرات المحدودة للكومبيوتر.
إن مجرد إضافة لحاء آخر الى مخ الإنسان لن يؤدي الى شيء,حيث إنه لن يتصل
بالموجود من قبل,وحتى لو أمكن ذلك فإن احتمالات توصيله كما ينبغي وإمكان
استخدامه لاتبدو مشجعة,والسبب في ذلك أن الذكاء لايندرج ضمن توزيع الوظائف
في المخ,فاللحاء الإضافي قد يمكن الإنسان من أن يصبح أكثر مهارة في بعض
الأفعال الحركية المتخصصة,ولكن ليس في الذكاء.
ولكن مخ الطفل أكثر مرونة بكثير,ففقدان الكلام أو غيره من المجالات في
الطفولة لايزال يسمح للطفل بأن ينمو دون أن يحرم من تلك الموهبة,وهذه
العملية المسماة بالتوفير أو الاقتصاد موجودة ومؤيدة بالوثائق,وتعني ان مخ
الوليد او الطفل أكثر مرونة نسبياً من مخ البالغ.
والدليل على ذلك هو طول الفترة التي يقضيها الطفل الانساني لاحول له
ولاقوة ,إذ تكون مختلف المناطق في مخ الطفل لم تتميز بعد للقيام ببعض
الوظائف الراقية.
ويبدو أن الفرصة الأوسع لزيادة الذكاء هي إضافة اللحاء الإضافي خلال
الطفولة,بل حتى في المرحلة الجنينية,أما ما سيحدث فعلاً إذا زاد حجم
اللحاء لدى الانسان فأمر غير معروف ,فقد يصبح من الممكن زرع اللحاء لدى
الطفل الوليد عندما يكون المخ لايزال ينمو,وهو يظل ينمو حتى ستة شهور.
ولاتزال توجد قدرة واحدة هي التي ميزت الإنسان بوضوح عن غيره من الحيوانات
ألا وهي الكلام,وهي بالتأكيد قدرة تدل على دلالة كبيرة على الذكاء,فلا شك
ان المؤشر الخاص على مستوى الذكاء هو كمية المعلومات التي يمكن للحيوان
استقبالها أو إرسالها.
ويبدو ان الشمبانزي هو أقرب الحيوانات ذكاء للإنسان,وقد بذلت محاولات
كثيرة لتعليم المشبانزي الكلام ولكن دون جدوى,حيث إنه يعاني صعوبة في
النطق,وفي المقابل تمكنت الشمبانزي من إتقان إرشارات من لغة الصم والبكم.
ولاتزال مسألة كيف يتم تعلم الكلام وكيف ينتظم الى المخ من المسائل التي
لم تفهم تماماً بعد,إلا أننا نحصل كل يوم على نتائج هامة,خاصة من دراسة
المراحل الأولى للكلام عند الاطفال,إذ يعتقد البعض أن أحد الاساليب في
معالجة مشكلة تعلم اللغة,هي المحاكاة التي تم إثباتها,ويرى آخرون أن هناك
أبنية عميقة هي التي تسمح بالإدراك والتكوين الفطري للجمل الصحيحة.
وهناك حالات من تلف الخ أدت الى صعوبات في القراءة,وبينت لنا كيف ينظم
المخ استخدام الكلمات,ولذلك فإن الاجابة على سؤال: لماذا كان الانسان هو
الوحيد الذي استطاع تنمية اللغة بهذا الشكل؟ تكمن في احتمال أنه الوحيد
الذي طور قدرته اللفظية في آن واحد مع القدرة على تلقي كمية كبيرة من
المعلومات وإصدارها.
إن التدعيم الزائد للخلايا العصبية قد يؤدي الى زيادة السرعة التي تعمل
بها هذه الخلايا,بل قد يكون من الممكن تدريب الناس على إحراز السيطرة على
استجاباتهم التي تظهر في رسم المخ الكهربائي,وخاصة بالنسبة لزيادة
سرعتها,فإذا أمكن تحقيق ذلك فقد يكون طريقاًآخر لزيادة الذكاء.
إن أحد المصاعب التي صادفناها في محاولتنا لفهم الذكاء هي أنه من الصعب التعبير عنه تعبيراً كمياً.
ولقد قطعت المحاولات الجارية شوطاً بعيداً في مجال الذكاء الاصطناعي,حيث
تجري المحاولات لبناء أوصناعة آلات يمكنها التصرف بأساليب ذكية متنوعة.
وخاصة تلك الآلات التي يمكنها أن تتعلم لعبة الشطرنج,وحل مختلف المشاكل المتنوعة,والتعرف على مختلف النماذج.