THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: كيف كانت تعالج الأمراض النفسية؟ الخميس سبتمبر 11, 2008 3:03 am | |
| كيف كانت تعالج الأمراض النفسية؟ في الأزمنة القديمة كان الفرد المصاب بتشويش في عقله يعتبر واقعاً تحت تأثير الارواح أو الشياطين أو الالهة أو غيرها من القوى الاخرى الخارقة. نتيجة لذلك كانت وسائل المعالجة عموماً غير منتظمة, وتستند كثيراً الى قوة الايحاء. الجنون عبر التاريخ ان نظرية الاخلاط الاربعة التي جاء بها بقراط وجالينوس ادخلت بعض التنظيم في معالجة الامراض, واثرت في الفكر الطبي لاكثر من الفي عام. تعتبر هذه النظرية ان الجسم مركب من عناصر اربعة, هي الدم والبلغم والصفراء والسوداء, وان الامراض المختلفة وامزجة الشخصية المتنوعة مردها الى تسلط احد هذه الاخلاط. فزيادة في السوداء مثلاً او في البلغم الجاف كانت تعتبر سبباً للسويداء, وكانت هذه الحالة تعالج بوسائل طبيعية, كالا بخرة والحمامات والحمية والمقيئات. درج الطب العربي على التقاليد الموروثة عن الطب اليوناني. وقد انشئت بين القرنين الثامن والثالث عشر مستشفيات عدة للمجانين في دمشق والقاهرة وبغداد. في أوروبا كانت العناية بالمختلين عقلياً, بعد انتشار المسيحية, احد واجبات الاديرة والمراكز الدينية الاخرى والمستشفيات التي كان يديرها الاكليروس. يعتقد ان اول مصح انشئ خصيصاً للامراض العقلية اقيم في بلنسية باسبانيا عام 1409. من المفارقات انه فيما كانت المؤسسات الدينية تولي اهتمامها وعنايتها ذوي الامراض العقلية, كان افراد الشعب يميلون الى رفضهم وزجهم في مرتبة واحدة مع الفقراء والمقعدين وسائر المنبوذين. فضلا عن ذلك كان هاجس اوروبا في القرون الوسطى السحر والهرطقة والعرافة ومس الشياطين. وكان الكثير من الانفجارات الجنونية العنيفة أو المأساوية تعزى الى "القوى الشريرة" وتعالج بالعتذيب والسجن وفي غالب الاحيان بالموت. مع ذلك جاء أكثر المؤلفات شعبية في ذلك الزمان, وهو كتاب بعنوان "خصائص الاشياء" من تأليف راهب فرنسيكاني انجليزي, يميز بين الاسباب الجسدية والاسباب النفسية للامراض العقلية, ويصف الراحة والمسكنات والموسيقى لمعالجة ذوي الحالات الحادة. شهد القرنان السابع عشر والثامن عشر تقدماً ملحوظاً في معرفة الاسس العلمية للطب والجراحة. غير ان النظريات حول الاضطرابات العقلية بقيت متأخرة, وشاع تفسير الجنون بالتصدع في الاخلاق وعدم القدرة على ضبط النزعات وانحطاط الشخصية. بالرغم من ذلك بذلت محاولات لتقسير كيفية عمل الدماغ فيزيولوجياً وكيمائياً, وإن اتخذت هذه المحاولات اشكالاً غريبة. النظرية والعلاج عزا فرانتز مسمر الامراض العقلية الى تراكم سائل مغنطيسي في الجسم بالامكان ازالته بواسطة قوى مغنطيسية خاصة, يملكها بعض الاختصاصيين في المعالجة من امثاله. وحوالي ذلك الوقت ادعى فرانتز جوزف غال انه اكتشف في الدماغ 27 عضواً لكل منها وظيفة ذهنية خاصة, وان حجم هذه الاعضاء يزداد وتأثيرها في مجمل شكل الجمجمة يقوي بقدر ما يحسن عملها. وقد شاعت فراسة الرأس, وهي فن الحكم على الخلق وعلى الاستقرار الفكري استناداً الى شكل الجمجمة وميزاتها. ثم سقطت هذه النظرية ايضاً حوالي منتصف القرن التاسع عشر. في غضون ذلك كان عهد ايواء المجانين قد بدأ, وتكاثرت المستشفيات الكبرى للامراض العقلية ومستشفيات المجانين الخاصة.
| |
|