THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: كيف تبدأ التحولات النفسية عند الشاب? الخميس ديسمبر 17, 2009 1:15 am | |
| كيف تبدأ التحولات النفسية عند الشاب? تبدأ التحولات النفسية عند الشاب في عمر البلوغ الشرعي الذي يتحقق بعدة عوامل أبرزها الاحتلام ونبوت شعر العانة أو بلوغ سن الخامسة عشرة ، حيث تبدأ العلامات الشكلية هذه بالظهور مما يحدث تحولات على المستوى الجسماني من حيث بروز علامات الرجولة كالذقن وعرض الكتفين وتغير الصوت وغيرها، أما على المستوى النفسي وهو الأهم فتبدأ التحولات النفسية ابتداء بالإحساس بالرجولة وعنفوان التحدي وتحمل المسؤولية. من هنا نقول بدأت مرحلة جديدة وحساسة في حياة الفرد ينبغي له التعرف عليها جيداً ومراقبتها وضبطها وفق المعايير التربوية السليمة. في هذه المرحلة من العمر يبدأ الفرد بالجنوح للاستقلالية وتحقيق الذات، وقد لا يستوعب الشاب فيها وجود الموجّه والمرشد بل يعتبره جزء من القيود التي تصادر وتحد من درجة استقلاليته وتناقض مبدأ الرجولة عنده وتعيق مسيرة تحقيق الذات، لذلك ينبغي للشاب أن يعي جيدا أن الموجه والمرشد لا يتعلق به كشاب فقط، بل في كل مستويات الحياة ومجالاتها يحتاج فيها الإنسان لمرشد وموجه وله كل الحب والتقدير والاحترام بل الفضل ، وهذه النقطة من الأمور المهمة جدا والتي ينبغي أن يتفهمها الشاب بشكل إيجابي ودقيق وكذلك يجب أن يمارسها المربي بالشكل المطلوب لكي لا ينفر الشاب منها فتتحول حياته إلى جحيم لا يطاق من العقد والصدمات النفسية . كما يحتاج الشاب في هذه المرحلة إلى المثل الأعلى والقدوة الحسنة التي يمتلأ بها إعجاباً وثقة وحباً وميلاً ومن ثم تقليداً وإتباعاً وطاعة ، وهذه تلقي بالمسؤولية الكبيرة على كاهل الوالدين وسلوكهما قولاً وفعلاً وأساليب تعاطيهما مع الواقع ومع الشاب. ونعود لنتحدث عن نفس الشاب والتغييرات التي تطرأ عليها، ففي هذه المرحلة على الشاب أن يعي بأن نفسه الآن على خط تماس بين الصعود والهبوط في كل الصفات المخزونة فيه كالصدق والأمانة والرحمة والعدل والكرم والشجاعة وأن أي نقص في صفة حسنة يعني في درجة ما الصفة النقيض، وحيث إن كل الصفات المودعة في الإنسان حسنة فذلك يعني أن الشر فيه شيء نسبي وهنا لا بد من توضيح هذه النقطة للشباب. الله سبحانه خير مطلق وبالتالي فما يصدر منه خير محض ، وفطرة الإنسان من خلق الله إذاً هي خير ، والذي يحصل هو أن تقصير الإنسان في توظيف صفاته الخيرة يجعله يتصرف بطريقة غير لائقة أو منطقية تترتب عليها آلام أو أضرار أو مفاسد توصف بالشر من حيث ما يترتب عليها خارج إطار المصلحة الشخصية أو الاجتماعية ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يكمن التحدي في توظيف الصفات كالغضب والعناد والجرأة وغيرها من الصفات وهي في حد ذاتها مطلوبة ويحتاجها الإنسان في حياته ولولا حاجته لها ما خلقها الله وهو لا يخلق شيئاً عبثاً .. التحدي هنا في كيفية توظيف هذه الصفات متى وأين وبأيّ مقدار؟ مما يتناسب مع مصلحة الفرد والجماعة ويحقق العدالة على مستوى النفس والمجتمع، بحيث توضع موضعها الصحيح الذي يترتب عليه مصلحة ما دون ترتب مفاسد وأضرار . من هنا وبعد هذا التوضيح المقتضب أود الرجوع مرة أخرى للشاب وللمربي حول ضرورة وجود المرشد ووجود القدوة الحسنة التي يمكن من خلالهما تحقيق العدالة الخلقية في سلوكه كشاب مما يساعده قدر الإمكان على مواجهة الدوافع النفسية المتدفقة من أعماقه وتوجيهها بما يحقق له كماله الشخصي الذي يترتب عليه سلوك اجتماعي راقي يحقق الحضارة الإنسانية. | |
|