السعادة مقدرة شخصية تؤخذ ولا تمنح

السعادة مقدرة شخصية تؤخذ ولا تمنح
من
منّا
لا يريد أن يكون سعيداً ؟ والسعي للحصول على هذه السعادة أمر مشروع جداً .

ولكن ما هي الشروط لتحقيق السعادة ؟ وهل هي الحظ الجيد أو الإرادة والعزم
؟
تشير الدراسات النفسية أن بعض الأشخاص هم في تركيبتهم العقلية والنفسية
سعداء أكثر من غيرهم . لكن ، بشكل عام ، السعادة صنيعة أيدينا .

دعونا
أولاً نتخلص من بعض الأوهام العالقة في أذهاننا حول الطريق المؤدي إلى
السعادة .
موقع طرطوس.كوم

الآخرين

ليسوا مسؤولين عن سعادتنا أو عدمها . والكلام الذي نردّده ، كالقول أفضل
..
لو أنه يكون أكثر تنبهاً لاحتياجاتي وأكثر حباً وكرماً .. لكنت سعيدة " ،

كلام غير صحيح . قد نشعر بحال أفضل لبعض الوقت لكننا ، على الأرجح ، سنجد

ظرفاً خارجياً آخر لننسب تعاستنا إليه . فقد يصبح العمل مملاً أو مجهداً ،

أو يصبح رب العمل غير مقدّر لجهودنا .

كذلك
فإن
الفوز بالجائزة الكبرى لليانصيب لا يجلب السعادة . إن العديد من الناس ،
ربما معظمهم ، يعتقدون أن حصولهم على بضعة ملايين يمكنهم من شراء منزل
كبير
وسيارة سريعة والعيش في اجمل مناطق العالم سيمنحهم السعادة كلها لمدى
الحياة . إن الغنى المادي لا يضمن السعادة ، بل يأتي بمشاكل جديدة فقط .
إن
الزيادة المفاجئة في الإمكانيات المادية قد تعطي شعوراً موقتاً بالسعادة ،

لكنها لا تمنح رضى طويل الأمد . والعديد من رابحي اليانصيب يبدون أسفهم
على
اليوم الذي ربحوا فيه نتيجة تعاظم عزلتهم عن الأصدقاء والعائلة والجيران ،

وغربتهم عن المباهج البسيطة والحس بالهوية التي كانوا يتمتعون بها .
موقع طرطوس.كوم

السعادة

لا تأتي من زجاجة الكحول ولا من المخدرات . تناول بضعة كؤوس خلال
المناسبات
الاجتماعية لا ضرر منها طبياً وعقلياً ، لكن الاعتماد على الكحول يدمّر
المهن والعلاقات .
موقع طرطوس.كوم

والمخدرات

مثل الكوكايين قد تعطي إحساساً بالنشوة موقتاً ، لكنه إحساس وهمي وعليك
أن
تدفع ثمناً لاحقاً . والكلام صحيح كذلك بالنسبة إلى تناول حبوب

Prozac
التي يطلق عليها اسم الحبوب السعيدة . فلدواء
Prozac
استخداماته الطبية ، لكنه ليس دراء يمكن أن يوضع في متناول الجميع .
موقع طرطوس.كوم

السعادة
تصنع

إن كان

الاهتمام والمال والمخدرات لا تستطيع منحنا السعادة ، إذن ما الذي يمنحنا

إياها ؟ ما يجب أن نلحظه هو أننا لسنا مجرد ضحايا مستسلمة لأشخاص آخرين
أو
أحداث . إن بإمكاننا ويجب علينا ان نمسك بزمام أمور حياتنا مما سيجعلنا
مجزية اكثر ومصدراً للرضى . وقد يكون من الضروري التغلب على مشاعر العجز
وعدم الجدوى وبناء الثقة والتقدير للذات قبل أن نتمكن من تغيير الأمور
بواسطة جهودنا الخاصة . عندها سنكتشف أن السعادة براعة أو قدرة شخصية
يمكن
اكتسابها وتطويرها .
موقع طرطوس.كوم

إن
كانت
تنقصك الثقة بقدرتك على التأثير في مجريات الأمور ، فهذا ما عليك
الانتباه
إليه أولاً .

اسأل
نفسك
إن كنت تحكم على نفسك بقساوة . فبعض الناس يطبق على نفسه بقساوة معايير
قاسية أكثر بكثير مما يطلبه من الآخرين . ويعتبر أقل غلطة فشلاً ذريعاً ،

وأن البعض إنما يتصرفون بتهذيب عندما يطرونه . ويعمد هذا البعض إلى
معاقبة
نفسه تكراراً لخطأ ارتكبه أو يظن أنه ارتكبه في الماضي . إن أنماط
التفطير
المدمرة للذات كهذه يجب اجتنابها واستبدالها باخرى أكثر واقعية وإيجابية .

موقع طرطوس.كوم

لا
تؤنّب
نفسك لأنك لست كاملاً . وأسكت صوت اللوم في داخلك وتحدث إلى نفسك بطريقة
ألطف . في بعض الأحيان يفيد كثيراً إن ادّعيت انك تتحلى بثقة النفس اعظم
مما تشعر فعلاً . فبعد مضي بعض الوقت قد يتحول الادعاء الى واقع . إن
تبديل
نمط التفكير باتجاه إيجابي هو العنصر الأساسي في أسلوب المعالجة النفسية
الحديثة لحالات الاكتئاب .
موقع طرطوس.كوم

الابتعاد
عن القلق

المغالاة

في القلق بدون ضرورة أمر آخر تؤدي لنفسك خدمة إن تخلصت منها . فما
الفائدة
من القلق بشأن أمر إن لم يكن بوسعنا فعل أي شيء حياله ؟ بالطبع ، إن كان
ثمة من أمر يمكن فعله بالنسبة إلى مشكلة ما فالأفضل فعله فوراً ، حتى
تتمكن
من التوقف عن القلق .
موقع طرطوس.كوم

ومن
الأساسي للسعادة الإبقاء على حسّ بالنسبية . فهل ما تقلق بشأنه مهم فعلاً

إلى هذا الحد ؟ هل سيغير مجرى الأمور بعد مئة عام من الآن ؟ الأرجح أن
تكون
الإجابة لا . ومقارنة بأسباب القلق عند الآخرين ، قد تبدو أسباب قلقك
تافهة جداً ، فإن لم يكن الأمر كذلك فإن البوح بما يقلقك قد يساعد في وضع

الأمور في نصابها الصحيح .

الأهداف
الواضحة
موقع طرطوس.كوم

أمر
واحد
قاسماً مشتركاً بين معظم الأشخاص السعداء هو وجود نوع من المعنى أو الهدف

في حياتهم . فهم لا يحيون كل يوم بيوم وكيفما جاء ، بل تجدهم يمتلكون
مجموعة من القيم والأهداف المنظمة التي يحاولون تحقيقها . توفر القيم
الدينية مثل هذه البنية ، وكذلك القيم الإنسانية والعائلية ، والطموح
الفني
أو العلمي أو المهني . إن كان عملك يبدو غير ذي قيمة أو بدون افق ، عليك
إما تغييره لصالح مهنة أخرى تشعرك بالرضى أو إيجاد اهتمام جديد يسمح بوضع

هدف طويل المدى . قد يكون ، أو تعلم العزف على آلة موسيقية أو كتابة
رواية
أو رسم منظر طبيعي أو غير ذلك . إن مثل هذه الأعمال تمنحنا هدفاً نتطلع
إلى
تحقيقه . كما أنها تعطينا إحساساً بهويتنا وتجعلنا أكثر إثارة وتزودنا
بمادة نتحدث عنها خلافاً لحظنا العاثر . بالطبع علينا وضع أهداف معقولة
وقابلة للتحقيق ، فإن كانت صعبة المنال تماماً فهي ستؤدي إلى الإحباط فقط
.

تنظيم
الوقت

متى
حددت
الأمور المهمة في حياتك ، عليك ضبط أوقاتك حتى لا تهدرها في اشياء لا
علاقة
لها بالقيم التي تسعى إليها ، والتي ستزيد من حال الإجهاد عندك .

وجميعنا

نقع تحت وطأة الطلبات التي يلقيها الآخرون على كاهلنا .
موقع طرطوس.كوم

وعليك
أن
تعي ان كل إجابة بنعم على أحد هذه الطلبات تعني لا اكيدة لأمر آخر . لذا
عليك أن تحسم امرك في تقرير أولوياتك . والأفضل أن تمضي وقتك في القيام
بأشياء ذات أهمية بالنسبة إلى قيمك وأهدافك الأساس . وهذا لا يعني
بالضرورة
أنانية من جانبك ، فقد تكون أهدافك تصب في خدمة الغير ، كالأعمال الخيرية

أو مساعدة أفراد عائلتك على تدبر أمورهم مثلاً . المهم هو ان تكون
متأكداً
من أن ما تمضي وقتك في عمله هي أمور تمنحك إحساساً بالرضى ، بدلاً من
أشياء
تفرضها عليك الضغوط الاجتماعية . لا تخشى قول لا من وقت إلى آخر ، فهذا
أفضل من أن تغرق نفسك بالتزامات لاتسعدك .
موقع طرطوس.كوم

الحب
والعطاء

إن
العلاقات الإنسانية الجيدة مع الآخرين مصدر آخر للسعادة . فإن تنعم بزواج

سعيد ، وباصدقاء مقربين ، وأن تكون على وفاق مع جيرانك وزملائك في العمل ،

كل هذه الأمور مهمة للحصول على السعادة الحقيقية . ومن الجيد أن تحظى
بعلاقة حميمة مع شخص أو اثنين . أشخاص تستطيع اللجوء إليهم طلباً للدعم .

وفي إحدى الاستقصاءات الأمريكية سئل المشاركون عن الأشياء التي تمنحهم
شعوراً عظيماً بالرضى في حياتهم ، فحلت الأبوة في المقام الأول ،
والعلاقات
الحميمة في الثاني ، وفي مقام متأخر ولكن مهم ايضاً التواجد مع الأصدقاء
ومساعدة الاخرين .
موقع طرطوس.كوم

علينا
ألا
نفكر بأننا مجرد تعزيزها أيضاً وثمة كتب عدة قادرة على المساعدة . وربما
أن
أهم مبدأ علينا أن نتعلمه هو أن الحب يجب أن يكتسب ، لا أن نطالب به
وكأنه
حق لنا على الآخرين . ففي الحب ، كما في حالات اخرى عدة ، عليك أن تعطي
لتأخذ . فليس من جدوى من الشكوى بأن الناس لا يظهرون عطفاً كافياً .
أولاً
علينا أن نحب الآخرين كما ينبغي لتكون المكافأة الكبرى لا مبادلتنا الحب
وحسب ، بل زيادة في سعادتنا على وجه العموم .