THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: كيف يعالج الدماغ المعلومات؟ الخميس سبتمبر 11, 2008 2:23 am | |
| كيف يعالج الدماغ المعلومات؟ د. اسعد الامارة تزايد الاهتمام في السنوات الاخيرة بدراسة العمليات العقلية المعرفية وهي متغيرات تتأثر وتؤثر بالاداء البشري، هذه العمليات العقلية المعرفية تضم الذاكرة والانتباه والتفكير والتذكر والاحساس وكيفية استخدام الرموز اللغوية التي هي اشكال مختلفة لمعالجة المعلومات، ومنها ظهرت في السنوات الاخيرة ما يسمى البرمجة اللغوية العصبية Neuro Lingustic program. والذي يرمز له بـ (NLP)، وحديثنا الان عن العمليات العقلية المعرفية والتي ينصب معظمها على معالجة المعلومات ومنها اللغة والعلوم البحتة والاداب والفنون . ان مسألة كيفية معالجة الدماغ البشري للمعلومات الداخلة اليه هي المسألة الاساسية الموضوعة على المحك في معظم الدراسات النفسية وفروع علم النفس المعاصر، ذلك لان اساليب معالجة المعلومات هي من اهم ما يشغل بال الباحثين عموما وليس فقط المختصين منهم في علم النفس، فالباحثين في مجال البرمجة اللغوية العصبية "علم اللغة العصبي"يهمهم أمر عمل الدماغ، ليس بطريقة علم وظائف الاعضاء الطبي البحت، بل في طريقة واسلوب آخر، كما يختلف عمل الدماغ عما وصفه الفلاسفة منذ قرون مضت وصفاً نظريا ليس الإ، والان نحاول في هذه المقالة ان نطرح الخلفية العلمية لعمل الدماغ كوسيلة لخزن ومعالجة المعلومات . اهتم الانسان منذ القدم بكيفية تنظيم قدراته للسيطرة على البيئة من حوله، ومن الطبيعي ان يتركز اهتمامه على العناصر البيئية الخارجية (اي التي تقع خارج الدماغ) وذلك لسهولة الملاحظة والاستدلال على العلاقات بين هذه العناصر . ويمكن اعتبار حكمة سقراط "اعرف نفسك" محاولة اولية للتعرف على ما يجري "داخل" الدماغ من عمليات، ولكن الشئ المثير للاهتمام ان الفلاسفة في تلك الحقب التاريخية لم يكن يعنيهم امر التعمق "بالداخل" بقدر ما تعنيهم استجابات الفرد الخارجية، بمفهوم أخر وجود عوامل خارجية ترتبط بها استجابات معينة، وهذه الفكرة تستدعي للذهن حالا جملة المفاهيم التي يستند اليها علماء النفس المختصون بعمليات التفكير واستخدام اللغة كرموز وعمليات التعلم في ابحاثهم وهكذا فاننا سنتطرق لما يحدث داخل الدماغ من عمليات معالجة المعلومات Information processing خلال عقد الستينات من القرن الماضي بدأ علماء النفس باستخدام واحدة من ادق الادوات للتعمق في كيفية معالجة الدماغ للمعلومات، هذه الاداة هي الذاكرة، ولعل مفاهيم الذاكرة الايقونية* Iconic Memory والذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى اوضحت لاول مرة طبيعة معالجة المعلومات داخل الدماغ، فضلا عن ان اهتمام بعض علماء النفس انصب على اللغة كاحدى الادوات الرئيسة لتلك المعالجة كما يقول عالم النفس المختص في مجال البرمجة اللغوية العصبية اوسجود Osgood مما اسهم اكثر في صقل محاولات فهم العمليات المعرفية للدماغ، وهكذا نتيجة للتزايد الهائل في الدراسات التي ركزت على تلك العمليات مثل الذاكرة، الانتباه، الابداع، تكوين المفاهيم، كيفية تعلم اللغة، التفكير – الاستدلال وحل المسائل وتكوين الفرضيات. فعندما نتحدث عن تعلم او استخدام اللغة او اية عمليات معرفية اخرى لابد ان نتطرق لما يجري داخل الدماغ من معالجة للمعلومات، فاللغة مثلا تعتمد على التفكير، والتفكير يعتمد الى حد ما على اللغة، حيث ان التمكن من اللغة يتطلب ان يتصور الفرد شيئاً ما عقلياً – فليكن مثلا كرسياً او شخصاً ما، بالصورة، الصوت او الاشارة، يجب ان يفهم من يستعمل اللغة (قواعدها) مثلا يجب ان تنتظم الكلمات معاً على نحو متسلسل مرتب، حيث يجب ادراك المفاهيم وفهمها مثل مفاهيم التشابه " الكم " و "الحرية" "الاستبداد" "النوعية" وذلك قبل استعمال الكلمات على نحو له معنى، ويدعم حديثنا هذا مجال علم النفس الفسيولوجي والذي يمكن ان نسميه ايضاً علم النفس البيولوجي، فعلماء النفس الفسيولوجيون يتولون دراسة الاسس البيولوجية للاحساس والادراك والوعي والتعلم والذاكرة واللغة والدوافع والانفعالات والسلوك غير العادي، وهم ايضا يجرون ابحاثهم لتحديد الاثر المتبادل بين الوراثة والهرمونات والعقاقير وتلف انسجة المخ والسلوك في الانسان، ولو القينا نظرة عامة مبسطة على الجهاز العصبي لوجدنا ان هناك اجهزة الاحساس الخاصة لجمع المعلومات من البيئة الخارجية، وكذلك من الاجزاء الداخلية الناقلة لها، فضلا عن وجود جهاز حاسب آلي لا يمكن وصفه من حيث التطور داخل الانسان يفسر المعلومات التي تحصل عليها اجهزة الاحساس وبنفس الوقت واللحظة، يخطط لافعال معينة، ويشرف على الوظائف الحيوية ويتولى توزيع الطاقة بحيث يتوافر وقود كاف اثناء الظروف العادية وخلال الازمات . ايضا وجود اعضاء استجابة تنتج لاي انسان ان يترك ويفكر وينتقل ويغير من وضعه اذا تضايق من البيئة الخارجية مثل مؤثرات الحرارة، البرودة، الخوف، التفكير العميق ..الخ نحن البشر نمتلك اجهزة الاحساس الفائقة والعالية جداً والتي تنتقل بما يسمى ب"المستقبلات receptors " وهي تستجيب للصوت والضوء والحرارة واللمس وحركة العضلات والعديد من المثيرات الاخرى داخل الجسم وخارجه ويوجد لدى الانسان جهاز عصبي مركزي كما يقول علماء النفس الفسيولوجيين وهو بديل عن الحاسب الاليكتروني، وهو اعقد منه بكثير من نواحي متعددة، ويعد المخBrain هو العضو الذي يسيطر على عمليات تجهيز المعلومات واتخاذ القرارات، فهو يتلقى الرسائل من المستقبلات ويستكمل هذه المعلومات بالخبرات السابقة ثم يقوّم كل المعلومات المعطاة ويخطط للافعال ويتولى توجيه الوظائف الحيوية في اجهزة الجسم مثل الدورة الدموية والتنفس وعمل الاجهزة الاخرى ويعمل على سد حاجات الجسم . اما الجهاز العصبي في الانسان فهو عبارة عن ماكينة معقدة للغاية فهو يتكون من بلايين الخلايا العصبية تقدر ما بين 12- 200 بليون خلية، والخلية العصبية او النيورون تعد الوحدة الوظيفية الاساسية لكل من الجهاز العصبي المركزي والطرفي . ومن المعلومات المثيرة فعلا فقد وجد ان هذه الخلايا اللاصقة، لها دوراً في عملية الالتئام عندما يصاب الجهاز العصبي المركزي بأي تلف، وظهر ايضاً ان لها دوراً مهما في التحكم في نشاط النيورون، ولها دور ايضا في الادراك والذاكرة . يحق لنا ان نسترسل بما يجري داخل الدماغ ومعرفته من خلال التغيرات والتعديلات التي تطرأ على المعلومات عندما يستلمها الدماغ وهي تمثل الخطوة الاولى نحو الاستغلال الامثل لهذه المعلومات ولعل هذا بالضبط ما يفعله الحاسب الآلي، ولكن عمل الحاسب الآلي لا يختلف في واقعه من ناحية معالجة المعلومات عن عمل الدماغ، الا انه بصورته المبسطة ولتوضيح العلاقات ابتداءاً من تسلم المعلومات حتى المعالجات في الدماغ ودور الذاكرة، نورد بعض الحقائق العلمية حول المعالجة وهي ان المعلومات الواردة الى الدماغ تدخل بوساطة الاجهزة الحسية، فأن لم يعرها الشخص اي اهتمام، تنسى تلك المعلومات بعد جزء من الثانية، اما اذا اعارها الاهتمام وتقبلها فأنه يحدث تذكر ذو مدى قصير، وهنا يثار تساؤل : كيف تتم معاملة المعلومات، فاذا كان تعامل، فأنها تنسى بعد حوالي 15 ثانية . اما اذا حدث تعامل عميق، فأنه يحدث لها تذكر ذو مدى طويل، وبالتالي تتحول الى الذاكرة ذات المدى القصير اذا احتجنا للمعلومات فيما بعد، لذا يمكن القول ان الذاكرة هي واحدة من المئات من العمليات التي يستخدمها الانسان في حياته اليومية، وهي عملية ليست بسيطة ومباشرة كما يتوقعها البعض، وانما تتضمن العديد من المعالجات المعلوماتية، فهي عملية فعالة ودينامية متشابكة الجوانب. | |
|