THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: حاجة النفس إلى الجهاد المستمر الأربعاء أكتوبر 21, 2009 9:18 pm | |
| حاجة النفس إلى الجهاد المستمر إن حرب الإنسان مع نفسه قائمة دائمة لا تضع أوزارها ما دام فيه عرق ينبض بالحياة، إذ يترصد لها أعداؤها زرافات ووحداناً، من دنيا فاتنة خلابة تأخذ بالألباب، وهوى يهوي بها في الشهوات المحرمة والشبهات المظللة، وشيطان من إنس أو جان يوسوس لها ويهمس في أذنها ويزين أمامها الفكر والمعاصي والمنكرات، ويرسل لها بريده باستمرار ليكون على صلة دائمة بها، وهذه النفس البشرية المجاهدة في جهاد دائم وشاق ومرير مع اولئك الأعداء العنيدين الذين لا يغمض لهم جفن، حتى يظفروا بها لتكون أسيرة لهم تنقاد لأوامرهم، فإذا ما بثوا جنود الغاوية في زواياها صارت النفوس أنواعاً مختلفة، فهذا نوع منها قد انهزم تماماً، وأحكم الأعداء قبضتهم على رقبته، وضيقوا الخناق عليه فلا يعرف صاحبها لم خلق وفيم يعمل وإلى أين يصيره؟!! همه دنيا الغرور والفناء، قد نسي مقره ومستقره، فلسان حاله يقول: لا بعث ولا نشور ولا حساب ولا جزاء، (أوْلَئكَ هُمْ شَرٌ الْبَريّةِ)(البينة). وكما قال بعض الحكماء: "من استولت عليه النفس صار أسيراً في حب شهواتها، محصوراً في سجن هواها، مقهوراً مغلولاً زمامه في يدها، تجره حيث شاءت فتمنع قلبه من الفوائد". وقسم آخر في جهاد دائم معها، فهو يلومها وتلومه حتى صارت نفساً لوامة، ديدنها اللوم والعتاب، تلوم وتندم على ما فات، وتلوم على الشر لم فعلته، وعلى الخير لم لا تستكثر منه، وهذه هي نفس المؤمن، حيث لا تراه إلا مجاهداً محاسباً يقول لها: ما أردت بكذا؟ ما أردت بحديث نفسي؟ فلا تراه إلا وهو يعاتب نفسه، لا يهدأ حتى تيأس هي منه وتهتزم أمامه فتنقاد له، هذا وهو في الدنيا، أما في الآخرة فليس من نفسه أن لو كان ازداد إحساناً، والمسيء يلوم نفسه ألا يكون ارعوى عن إساءته. وقسم ثالث من النفوس هو أشرفها وأعلاها، وأسماها وأغلاها، وأنفسها وأتقاها، قد رضي الله تعالى عنها فقال لها: ( يا أيّتُهَا النّفْسُ المُطْمَئنّةُ (27) ارجعي إلى رَبِكِ رَاضِيَةً مرْضِيّةً (28)فادْخُلي في عِبَادي(29) وَادْخُلي جَنتي(30)(الفجر). وهذه النفس هي المؤمنة المخلصة الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق، الموقنة التي أسقنت أن الله ربها فأخبتت لذلك، وهي الراضية بقضائه، التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وهي المطمئنة بالإيمان به، المصدقة بالبعث المطمئنة بثواب الله، قد علمت على يقين بما وعدها في كتابه، وسكنت إليه سبحانه واطمأنت بذكره وأنابت واشتاقت إلى لقائه وأنست بقربه، اطمأن صاحبها من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الكذب إلى الصدق، ومن العجز إلى الكيس، ومن صولة العجب إلى ذلة الإخبات، ومن التيه إلى التواضع، فأنعم بها من نفس. ورياء وعجب وغرور وكبرياء، ابتعدي عن غلّ وحسد وبغضاء، وغضب وحقد وشحناء، وامتنعي فوراً عن تناول المهلكات من الحرص والطمع، واليأس والهلع، والقنوط والجزع... ثم إياك والغفلة والتسويف وطول الأمل، وأقلعي عن الغرور بالجاه والتفاخر بالأنساب ولا تتركي العمل. وابدئي من اللحظة، وأسرعي بأخذ جرعات كافية من الأعمال الواقية من الإصابة بكافة أمراض النفوس، وتابعي بتناول جرعات الدواء لما جدّ أو ظهر عليها من مرض، وستجدين كل ذلك بلا شك في اتباع كتاب الله تعالى القائل سبحانه: (وَننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤنين) (الإسراء). والدعوة لذلك عامة .. قال تعالى: (يا أيُّها النّاسُ قَدْ جاءَكُم مّوْعظَةٌ مِّن ربّكُمْ وَشفاءٌ لما في الصُدُور وَهُدًى وَرَحمةٌ لِّلمؤْمِنين) (يونس/ 57). | |
|