THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: حرث الدنيا وحرث الآخرة الأربعاء أكتوبر 21, 2009 9:18 pm | |
| حرث الدنيا وحرث الآخرة حسن الحفناوي في القرآن الكريم العظيم، آيات بيّنات تحضُّ المسلم على الالتفات إلى الآخرة والعمل لها، في مثل قوله تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ) (إبراهيم/ 3). وكذلك في قوله تعالى: (وقال الَّذي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أهْدِكُم سَبيلَ الرَّشاد) (غافر/ 38). وقوله تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ) (الشورى/ 20). وهناك آيات أخرى تبعث على الاهتمام بالدنيا في مثل قوله تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر/ 51). وفي مثل قوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (الأعراف/ 32). إلى غير ذلك من الآيات. والبعض منّا يسيء فهم الآيات. ونتج عن هذا الفهم الخاطئ اتجاهان: الأول وهو أخطر الأمرين، وهو الانشغال بالدنيا ونسيان الآخرة. والثاني طرح الدنيا بالكلّية وحصر الاهتمام بالآخرة. والحق أنّ الأمرين جميعاً فيهما مبالغة بقدر ما فيهما من جهل بدين الله تعالى، وبقدر ما فيهما من ضرر على الأمة في حاضرها ومستقبلها. فأمّا الاتجاه الأول وهو الاهتمام بالدنيا حتى تُنْسَى الآخرة. وأصحاب هذا الاتجاه عميت أبصارهم، وطُمست بصائرهم. فهم يعملون بجد واجتهاد للدنيا ليحصلوا ثمراتها، وأهم ثمار الدنيا أمران: المال والبنون كما قال الحق تعالى: (المالُ والبَنُونَ زينَةُ الحَياةِ والدُّنْيا) (الكهف/ 46). والله تعالى قد بدأ بالمال لحكمة واضحة، هي أن المال بمفرده متعة، أما الأولاد وإن كانوا متعة الدنيا، إلا أنهم بغير مال يُصبحون عبئاً. وترى مَن تعلّقوا بالدنيا لا هَمّ لهم إلا جمع المال، وقد يُريهم حب الدنيا بجمع المال من أي مكان، وبأي وسيلة، من دون التوقف عند الحلال والحرام، بل يكتفي الواحد منهم بالتبرير. فإن تقاضَى رشوة قال إنها هدية، وإن اختلس مالاً قال إنه اختلسه ممّن اكتسبه حراماً، وإن تعاطَى الربا قال إنه مضطر، وإن باع شيئاً واستعمل الغش قال إنه لم يُكره أحداً على الشراء. وهو بذلك لا يشبع من الدنيا وحطامها مهما جمع منه. وتراه لحرصه على الدنيا كريماً مسرفاً على ما هو في سبيل الشيطان، مقتراً شحيحاً على ما هو في سبيل الرحمن. قد يُنفق آلافاً في ليلة واحدة ليُشبع رغباته وإن خالف عقيدته، ويضن بدراهم على مسكين يتضور جوعاً. وهو وإن كان مسلماً يؤدّي العبادات، لكنه في الحقيقة أصبح كأنه يؤمن بأن الدنيا هي الحياة، التي يجب أن يعمل لها ويقترب من الذين ذكرهم الله إذ قالوا (إنْ هيَ إلّا حَياتُنا الدُّنيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثينَ) (المؤمنون/ 37). وفيهم يصدق قول الله تعالى (إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ* أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (يونس/ 7- 8). وهؤلاء خسروا الدنيا والآخرة. لأن الدنيا مهما فعلوا فيها فلن يأتيهم منها إلا ما قدّره الله لهم، وأمّا الآخرة فقد أضاعوها بأنفسهم. ويقول الله تعالى فيهم (مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدنُنيا وَزينَتَها نُوَفِّ إلَيْهِم أعْمالَهُم فيها وهُمْ فيها لاَ يُبْخَسُون* أوْلَئِكَ الَّذين لَيْسَ لَهُمْ في الآخِرَةِ إلّا النّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فيها وَباطِلٌ مَّا كانُوا يَعْمَلُون) (هود/ 15- 16). وأمثال هؤلاء هم الذين ينشرون النفاق والرياء، ينافقون ويخادعون ليحصلوا على المال والمراكز. إذ يرون أن أرزاقهم بيد المخلوق لا بيد الخالق. ويحاول الكثيرون منهم تبرير مسلكهم، فيقولون إنه لولا رضا الله تعالى عنهم ما رزقهم، ولو كان غاضباً عليهم ما بسط لهم في الرزق. وذلك جهل أو تجاهل. إذ لو كان حقاً، لكان اليهود أحب الناس إلى الله، لأنّهم أصحاب الثروات. | |
|