THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الانفعال والجسد الجمعة أكتوبر 09, 2009 9:04 pm | |
| من منا لم يهاجمه الانفعال ويجعل ساعاته او ربما ايامه صعبة ومؤرقة،تستغلق عليه الرؤية والحلول الواضحة للاشياء،من منا لم يشعر بساعات الارتباك والذهول وهو يسمع خبراً مؤلماً مثل وفاة صديق عزيز عليه او تعرض احد معارفه لقصف مفاجئ في العراق وغابت عنه الاخبار رغم انتشار ملايين الاقمار الاصطناعية لنقل حركة ابسط الحيوانات التي تدب على الارض،او المعلومات الشاردة والواردة ولكن استغلقت الرؤية وسماع الخبر الذي يخفف التوتر،بل زاد الانفعال حتى ضاعت الاستجابة. ان الانفعال استجابة شاملة للكائن الحي ازاء مواقف بيئية مثيرة تدعو لتفاعل الكائن معها،وقد يكون هذا التفاعل تدميرياً يأخذ صورة الهرب او القتال او الخوف في حالة الغضب. او قد لايكون كذلك وانما بهدف آخر يضرب الاحشاء ويمضي حتى يمزق القولون ويكون الدم النازف بلا جرح هو المؤشر لاعلان التأثير على شدة الانفعال، او ربما تصعد اضطرابات المعدة فتضرب الاغشية الداخلية حتى تتمزق، فالتعبير الواضح عن الانفعال هو التورط الانفعالي في الاعضاء والاحشاء الداخلية التي تغذي الجهاز العصبي اللارادي مثل قرحة الاثني عشر والربو،حينها يعاني المنفعل عادة من القلق والاكتئاب،بل احياناً ما يهدد القلق حياته.
ان الانسان كائن متطور لا يستجيب للمواقف المثيرة بمجرد الانفعال ولكنه يدخل عنصر التفكير وتقييم الموقف والواقع الفعلي وما سينتج عنه،هذه الابعاد تلعب الدور الاهم والمؤثر في الاستجابة الانفعالية المباشرة للمواقف بقصد الحفاظ على امن وسلامة النفس في الموقف الراهن وفي الآمد الطويل رغم اننا نتفاوت فيما بيننا في قوة التحمل ونوع الاستجابة وادراك الموقف الكلي او الجزئي، وما سيؤول اليه الآمر،ولكن سؤالنا ما هو الفاصل الزمني في استلام الانفعال وتأثير الاستجابة؟
ان هذا الفاصل الزمني بين الاستجابة الانفعالية وبين رد الفعل وتحقيقها هو ذاته الذي قد يؤدي الى انشقاق الانسان على نفسه فينشأ الصراع بين هذين المثيرين،المثير(الانفعال)والاستجابة(رد الفعل) ودور الاجهزة العليا في المخ من جانب آخر. ولكن قمة الصحة النفسية تقابل الميل لانعدام الصراع الداخلي بين الجانبين وذلك بوساطة عملها في تناسق وتناغم، فاذا تغلب الاول على الثاني فأن السلوك الناتج يصبح سلوكاً مرضيا طالما ان الجانب المغلوب على امره يسعى للتأثير بشكل ما ويتأثر في زعزعة التكيف وهو ما يعرف بالمرض.
يقول علماء النفس ان التحكم الزائد في الانفعالات وكبت الغضب وعدم التعبير اللفظي والحركي عن الصراعات الداخلية يؤدي الى جهد على الجهاز العصبي مما يؤثر على افراز بعض الهرمونات مثل الادرنالين والرينين والتي تؤدي بدورها الى ازدياد ضغط الدم وتظهر الاعراض بشكل واضح جدا لدى ذوي الشخصيات الوسواسية الذين يميلون للاتقان والنظام مما يجعل تكيفهم مع المجتمع صعباً ومجهداً.
ان الذي يحدث في المرض النفسي الجسمي خصوصا هو تراكم للانفعال على المستوى الجسدي دون ان يصعد الى الوعي ويتبلور في مفاهيم والفاظ فضلا على انه لم يكتمل من جانب اخر وهو الجانب التكيفي،بمعنى اخر ان ما يثير الفرد دون ان يعيه تماما فيستجيب الفرد على مستوى جسده ولكن دون ان يفرغ هذه الطاقة في صراع او لقاء مع آخر او كما هو معروف لدى المجتمعات المكتظة بالسكان ان يجتمع الشخص الذي تعرض للموقف الضاغط مع الاخرين ليخففوا عنه وطأة الموقف،واذا لم ينجح تسوء احواله وتتدهور ، ويقول د.محمد شعلان والنتيجة هي حالة من الانفعال الجسدي المزمن التي لا يؤدي وظيفة تكيفية ولا يفرغ في فعل او تفاعل مع موضوع ، فيستمر الجسد في حالة استعداد مزمن دون تفريغ ،فلا هو يفعل ولا هو يستريح، انما يستمر مشدوداً. لذا فالانفعال يزيد التأهب الجسدي واستمراره ينهك المناعة النفسية لا سيما ان المكبوتات التي لا يستطيع الفرد التعبير عنها تستمر كمثيرات تضرب الجسد دون مستوى الوعي ،ولا تجد التفريغ المناسب وهي تعد بمثابة حالة توتر مستمر وعليه نود ان نؤكد هنا ان الانفعال كمسبب للمرض يتوقف عند التعبير الجسدي ويكاد لا يصل الى الوعي ولذا فالشخص قلما يشكو من الناحية النفسية سوى التوتر ولكن الانفعال يعد مؤشرا للخطر ويتخذ اي عضو في الجسم كوسيلة للتعبير.
كما اكدت الدراسات المعملية والميدانية ذلك بقولها ان معظم الامراض الجسدية يلعب فيها العامل النفسي دورا قويا سواء في نشأتها او استمرارها او اثارتها او ضعف مقاومة الفرد لمهاجمة الانفعال له. | |
|