THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: علاقة الاستاذ بالطالب.. إلى أين؟ السبت يوليو 25, 2009 10:27 pm | |
| علاقة الاستاذ بالطالب.. إلى أين؟ * حسن ناجي الساعة تقارب الثانية عشرة والنصف ظهراً، المكان في قاعة المحاضرات.. الاستاذ منشغل بالكتابة على اللوح والطلبة بين مصغ ومتململ، وبين من ينظر إلى عقارب ساعته يترقب في حين ينظر الأخر في جهاز الموبايل مقلبا الرسائل والألعاب فيه... أما وسام فقد كان يضرب الأرض بحذائه تارة وينفخ تارة أخرى وفجاة انتفض من مكانه قائلاً "أستاذ الوقت خلص" تذمر الأستاذ ورغم ذلك رد بامتعاض" باقي عشر دقائق" اعترض باقي الطلبة وتعالت الأصوات وضاع عندها صوت الأستاذ وارتفعت المشادات الكلامية معه... مما جعله يرمي قطعة الطباشير ويلم أوراقة بعجلة ويخرج لاعنا هذا الزمن الذي ضاعت فيه القيم والأخلاق وانقلبت فيه الموازين.. أما الطلبة فتفرقوا دون أدنى اهتمام لمشاعر الأستاذ وذهب كل منهم لشأنه.. هذا المشهد لم يعد غريباً وهو واحد من الأف المشاهد التي تحدث يومياً في قاعات الدرس.. وهذا أن دل على شيء فأنما يدل على اتساع الفجوة التي بات من الصعب ردمها بين الأستاذ والطالب في الواقع العراقي فما الذي حصل بالضبط؟ هل هو الوضع الاقتصادي؟ أم انحدار المستوى العلمي للطلبة؟ من المسؤول عن هذا الأنحدار؟ هذه الأسئلة وغيرها كثير طرحناها على طاولة النقاش مع بعض الأساتذة والطلبة في محاولة لأستقراء الواقع الطلابي وحقيقة ما يدور هناك. على الأستاذ أن يعي ان دوره أكبر من عملية ضخ المعلومة العملية دون أدنى اهتمام بالعلاقة الإنسانية كلية العلوم- جامعة بغداد كانت محطتنا الأولى وكان لقاءنا مع د. حسن عبد الهادي الذي قال "ان سبب تردي العلاقة بين الطالب والأستاذ هو عدم احترام بعض الطلبة للأسرة التعليمية عموماً وهذا يرجع إلى اختلاف المستويات البيئية التي ينحدر منها هؤلاء الطلبة أي أن الامر يعود إلى التربية المنزلية حيث نجد الكثير من الطلبة ممن هم قمة في الأدب والخلق العالي وعلى النقيض من ذلك هنالك آخرون يتصرفون بعيداً عن الخلق والأدب الذي يجب أن يتصف به الطالب الجامعي والكلام لازال للدكتور حسن عبدالهادي- وقد أوعز ذلك إلى تردي الوضع الاقتصادي بل أجزم ان كثيراً من الطلبة الفقراء يتصفون بأخلاق رفيعة واصرار على النجاح والتفوق، وتوافقه الرأي زميلته الدكتورة زينة عبدالله وتضيف قائلة ان الانتقالة النوعية في المستوى المعيشي لبعض العوائل من الفقر إلى الثراء الفاحش جعل من أبناء هذه العوائل طلبة لا يبالون بالدراسة, شعوراً منهم أن لافائدة منها وقد جعلوا من الجامعة مكاناً لاستعراض السيارات والملابس. انتقلنا بعد ذلك إلى كلية التربية- ابن الرشد- حيث انتشر الطلبة في ساحة الكلية تاركين قاعات الدرس املا في استنساخ المحاضرات. التقينا هناك بعض طلبة الدراسات العليا من التدريسيين حيث كان لقاءنا مع أحدهم وهو محمد عبد وقد علق على الموضوع قائلاً "هنالك فجوة كبيرة بين الطالب والأستاذ ويبدو أن السبب في ذلك يعود إلى الكثير من سوء الفهم المتبادل فبعض الأساتذة لا يتفهمون الظروف العامة للطلبة ويحملونهم سبب التقصير أو عدم حضور المحاضرات دون أن يتفهموا الظروف المعيشية العامة كذلك سوء تصرف بعض الطلبة وانحدار مستواهم الأخلاقي مما زاد من الهوة وجعل من العلاقة الجامعية بين الأساتذة والطلبة متوترة بشكل أكثر ويخالفه الرأي زميله طالب الدكتوراه أحمد شكري الذي أوعز سبب تدهور العلاقة بين الطالب وأستاذه إلى عدم تكافؤ العطاء أي أن ما يقدمه الأستاذ من معلومة وخبرة سنوات طوال ويضعها بين يدي طلابه متحدياً كل الظروف الصعبة التي تحيط بالأستاذ بدءاً من البيت وانتهاءاً بالجامعة لايجد بالمقابل اذناًُ صاغية من الطلبة الذين بدأوا يستهينون بكل القيم ودون أدنى اهتمام لمكانة الأستاذ ولا كبر سنه. احد الأساتذة الجامعيين والذي رفض الافصاح عن اسمه قال أن تردي الوضع المادي للأستاذ في الماضي والاهمال كان له بالغ الأثر في زيادة الفجوة بين الأستاذ والطالب حيث لجأ الأستاذ إلى بعض الأعمال الحرة والدروس الخصوصية التي قللت من احترام الطالب له ورفعت الحواجز التي كانت قائمة بين الأثنين على أسس أهمها الاحترام. وبعد أن استطلعنا آراء بعض الأساتذة انتقلنا إلى الطلبة الذين كان لبعضهم رأي متباين بين مؤيد ومعارض لآراء الأساتذة، الطالب الجامعي أسامة عبيد من أكاديمية الفنون الجميلة قال "لا يُمكن تعميم الرأي القائل أن العلاقة سيئة بين الطالب واستاذه فهنالك العديد من الطلبة يلجأون لأساتذتهم وهم كثر.. وذلك لحل مشاكلهم ولايتردد الكثير من الاساتذة في تقديم المساعدة من اي نوع لمن يقصدهم من الطلبة وقد لمست ذلك بنفسي واعتقد ان مفتاح العلاقة الناضجة بين الطرفين هو الأستاذ الذي يستطيع أن يفتح نافذة الحوار لطلبته، تلك النافذة التي يغلقها الكثير من الأساتذة بحجة ان ذلك يقلل من احترام الطالب للأستاذ وقد شاركه الرأي الطالب محمد عبدالباقي من كلية الإدارة والاقتصاد مضيفاً ان العلاقة بين الأستاذ والطالب هي جزء لا يتجزأ من العلاقات الاجتماعية، التي تشهد في الوقت إلى حد تدهورا واضحا وبالتالي فأن التواصل والانفتاح على الأخر مرهون بالطرفين ومدى التفاهم ومد جسور الثقة بينهما، ولا استطيع ان احمل أحد الطرفين مسؤولية مجتمع بأكمله فالاثنين- الأستاذ والطالب- جزء من المجتمع الذي عانى ولازال يعاني من تدهور على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والأمني وبالتالي فإن قطبا الرحى في الجامعة وهما الأستاذ والطالب هما أكثر من يتلمس مشاكل المجتمع وواقعه المتردي وهذا يظهر انعكاسه على العلاقة عموماً... وأخيراً... هذه بعض من آراء الأساتذة والطلبة على حد سواء ونحن لنا رأي في كل ذلك فالعلاقة التي كانت بشكل مد وجزر بين الأستاذ والطالب يتحمل مسؤوليتها الاثنان فإذا كان الأستاذ على قدر من الوعي بدوره الرسالي يجب أن لا يهمل الجانب الآخر من العلاقة بالطلبة ويعي تماما ان العلاقة اشمل وأخطر من كونها عملية ضخ للمعلومة العلمية دون أدنى اهتمام بالعلاقة الإنسانية التي هي أحوج ما نكون إليها في المرحلة الحالية هذا من جانب ومن جانب آخر على الطلبة أن يكونوا بمستوى الجامعة وعلى قدر كاف من المسؤولية التي تؤهلهم لتطوير قدراتهم العلمية والأخلاقية بنفس القدر وقد قال الامام الصادق (ع) وهو من أسس أول جامعة في العالم "تواضعوا لمن تعطونه العلم، وتواضعوا لمن تأخذون منه العلم" وقد وضع الامام (ع) "التواضع أساساً لنجاح العلاقة بين الطالب والأستاذ وتطورها، ورحم الله الرصافي حين قال: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا فلنكن جميعاً طلبة وأساتذة رساليون- فإعطاء العلم رسالة عظيمة وتلقيه رسالة مشرّفة، سعياً لخدمة ديننا الحنيف والله الموفق. | |
|