THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الفروق بين الجنسين في جنوح الأحداث السبت مايو 23, 2009 3:09 pm | |
| الفروق بين الجنسين في جنوح الأحداث د. أحمد محمد الزعبي عُرّف جنوح الأحداث تعريفات عديدة، حيث يرى (سيبالد) أن الحدث الجانح هو "ذلك الصبي الذي يَصدر عنه سلوك يوقعه تحت طائلة القانون.. ومن ثم فالسلوك الجانح هو ما ينحرف فيه الفرد عما تعارف عليه المجتمع من معايير ومستويات سلوكية" (قناوي). أما (المفدى) فيعرف جنوح الأحداث بأنه "السلوك الإجرامي الصادر من الشخص الذي تجاوزه عمره سبع سنوات ولم يصل إلى السن القانونية للتكليف". ومن المعروف أن السن القانونية الذي تأخذ به معظم المجتمعات، يعبر الثامنة عشرة، حيث تبين الإحصاءات أن معظم الجانحين هم من المراهقين، وأن نسبة قليلة منهم يكونون في مرحلة الطفولة. وبناءً على ذلك يعرف الكاتب الجنوح بأنه: عدواني شديد، يعبر من خلال الجانح عما يعانيه من سوء توافق نفسي واجتماعي، والذي يظهر على شكل تمرد أو رفض للمعايير والقيم الأخلاقية والإجتماعية والدينية السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه. تؤكد الدراسات التي أجريت في بيئات عربية وأجنبية أن نسبة الجنوح عند الذكور أعلى من نسبة الجنوح بين الإناث. فقد ذكر (الحافظ) أن أكثر حالات الجنوح عند الذكور والتمرد قبل بلوغهم سن العاشرة من العمر، حيث تم القبض ولعدة سنوات على الأولاد الذكور بسبب أنواع من السلوك أكثر عدوانية مثل السرقة، وجرائم القتل والسطو والاختلاس. أما الإناث فيتهمن بمخالفات مثل الهروب من المنزل، والتمرد على سلطة الأسرة، وارتكاب السلوك الجنسي الغيري. كما وجد في الولايات المتحدة الأمريكية أن 81% من الجانحين الذين تم القبض عليهم بسبب جرائم العنف كانوا من الذكور، وأن نسبة مخالفات الذكور إلى الإناث هي (3، 5) إلى (1). كما أظهرت الدراسات أيضاً أن نسبة الجانحين من المراهقين الذين ينتمون إلى المستويات الإجتماعية والإقتصادية المتدنية أكثر من نسبة الجانحين الذين ينتمون إلى المستويات الإجتماعية والإقتصادية المتوسطة (قناوي). أسباب جنوح الأحداث: توجد أسباب عديدة لجنوح الأحداث، بعضها يعود إلى أسباب نفسية، وبعضها الآخر يعود إلى أسباب إجتماعية وإقتصادية، في حين نجد أن بعض العوامل يعود الى أسباب أسرية، أما بعضها الآخر فيعود إلى أسباب جسمية.. إلخ. وسوف نوضح أهم الأسباب الكامنة وراء جنوح الأحداث وفقاً لما يلي: 1- اضطراب العلاقات بين الوالدين والأبناء: إن العلاقات المتوترة بين الآباء والأبناء تؤدي إلى الكراهية المتبادلة والنبذ وسوء الإنسجام الأسري والبلادة العاطفية، كما يتميز أسلوب آباء المراهقين الجانحين بالقسوة ويستخدمون العقاب الجسدي أوالإهمال والتراخي والتغاضي عن السلوكيات غير الإجتماعية لأبنائهم، وقد يميلون إلى السخرية منهم وتحقيرهم ووصفهم بالسيئين والمنحرفين، كما يكثر غيابهم من المنزل بسبب انشغالهم بأعمالهم الكثيرة على حساب الأسرة، ولا يهتمون بمستقبل أبنائهم. أما أمهات الجانحين فيتصفن بأنهم مهملات، ويتسمن بالعدائية تجاه أبنائهن، ولا يتحملن المسؤولية. ولذلك يمكن القول إن الأسر المفككة لا تشبع لدى أبنائها الحب والعطف الوالدي، ولا يشعر فيها الأبناء بالأمن والأمان، مما يجعلم أكثر عرضة للجنوح والإنحراف. ويذكر (قشقوش) أن آباء الجانحين أكثر ميلاً إلى إعطاء أبنائهم قدراً أكبر من الإستقلال الشخصي، وإحاطتهم بنظام تسيبي مثل الليونة والإهمال، كما أنهم أقل إيجابية نحو أبنائهم. 2- أضطراب العلاقات بين الوالدين: إن العلاقات المضطربة بين الوالدين تؤدي إلى سلوكيات غير سليمة سواء بعضهما نحو بعض أو نحو الأبناء، مما ينجم عن ذلك الكراهية بين أعضاء الأسرة وعدم اكتراث كل عضو من أعضاء الأسرة بالآخر، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى جنوح المراهقين، لأن رقابة الوالدين على الأبناء تضعف أو تكون في حدودها الدنيا. ويذكر (قناوي) أن القصور الشخصي والزواجي لدى الآباء يرتبط بالقصور لدى الأبناء، فقد تبين أن احتمال انتماء الأولاد الجانحين إلى آباء مضطربين نفسياً يكون أكبر مما هو عليه في حالة الأولاد العاديين. ويرى (جلوك) أن 44% من المراهقين الجانحين، ينتمون إلى آباء مضطربين نفسياً. 3- الصحبة السيئة: من الأسباب التي تؤدي إلى الجنوح عند المراهقين في كثير من الأحيان ضغط جماعة الأقران (الرفاق)، فالمراهق يميل إلى تكوين صحبة سيئة أحياناً داخل المدرسة أو مع أبناء الحي، مما يجعلم يسلكون سلوكيات خاطئة، كالهروب من المدرسة، وما يؤدي إليه من تأخر أو فشل دراسي، وقد يرتكبون الكثير من المخالفات الإجتماعية كالسرقة والإعتداء على أملاك الآخرين أو أعراضهم... إلخ. 4- أسباب نفسية: إن شعور المراهق بالإحباط المتكرر، والحرمان العاطفي والإنفعالي، وعدم الشعور بالأمن النفسي، يؤدي إلى تكوين مفهوم ذات سالبية لديه، وإلى انخفاض في تقدير ذاته، مما يشعره بكراهية ذاته، وأنه غير أهل للقيام بكثير من الأعمال. وهذه المشاعر عند المراهق تجعله يقوم بسلوكيات دفاعية مثل التمرد، والميل للتخريب، وكثرة الشك والريبة، كما يتصف سلوكه بالرعونة والإندفاعية وعدم القدرة على ضبط النفس. وبناء على ذلك فإن هذه الحالة النفسية التي يعيشها المراهق تجعله مضطرا للقيام بتفريغ شحناته الإنفعالية ويوجهها على شكل سلوكيات جانحة وغير متفقة مع قوانين المجتمع وعاداته وقيمه. 5- انخفاض مستوى الذكاء: يذكر (المفدى) أن متوسط ذكاء مجموعة الجانحين أقل من متوسط ذكاء مجموعة غير الجانحين، وهذا يعود من جهة إلى أن انخفاض مستوى الذكاء لا يمكن الشخص من استيعاب القيم الإجتماعية المناسبة، ومعرفة سبل النجاح في الحياة بشكل صحيح، كما لا يجعله يدرك عواقب السلوك الخاطئ. كما يؤدي الجنوح إلى الفشل الدراسي مما يهيئ ظروفاً نفسية ومعيشية تساعد على الجنوح. كما تبين أيضاً أن حاصل الذكاء عند كثير من الجانحين المراهقين موزع اعتدالياً، إلا أن مركز التوزيع سلباً أو إيجاباً يقع في نقطة تتراوح بين (82- 88) درجة بدلاً من الدرجة (100)، في حين أن الحد الأدنى والأقصى يتراوح بين 50-150 درجة. في دراسة قام بها (بيرس) على (173) مراهقاً معدل أعمارهم الزمنية (14) سنة، وجد أن أكثرية هؤلاء الجانحين حوالي (62%) قد صنفوا على أنهم أسوياء أو دون ذلك بقليل، وأن 4% قد صنفوا في عداد الأذكياء، و2% صنفوا في عداد متقدمي الذكاء، و115 يقعون ضمن الحد الفاصل بين الأذكياء والأغبياء، و21% صنفوا على أنهم متخلفون عقليا. وقد وجد أن المراهقين الجانحين من ذوي الذكاء المنخفض والذي بلغ عددهم (23) مراهقاً قد كان عامل الذكاء المنخفض سبباً في جنوحهم (الحافظ). 6- أسباب اقتصادية: يكثر الجنوح بين المراهقين الذين ينتمون إلى أسر فقيرة، حيث تضطر هذه الأسر إلى العيش في أحياء فقيرة في أطراف المدن مما يهيئ الفرص لتعلم السلوك المضاد للمجتمع من الأصحاب الجانحين. ففي إحدى الدراسات التي أجريت على (734) جانحاً في الولايات المتحدة الأمريكية، تبين أن 63% من هؤلاء كانوا يسكنون في بيوت فقيرة، وأن 25% منهم كانت الأحوال المادية لأسرهم حسنة، وأن 12% منهم فقط قد انحدروا من بيوت جيدة. ولذلك فإن أبناء الطبقات الفقيرة يسكنون في أحياء خاصة بالأقليات، مما يهيئ الفرصة لأبنائهم للإنضمام إلى عصابات الجانحين، حيث أصبحت هذه الجماعات في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية شديدة العنف والخطورة. ولكن هذا لا يعني عدم وجود الإنحراف والجنوح في الطبقات المتوسطة والغنية، ولكن يمكن القول أن نسبة الجنوح في الطبقات الفقيرة هي أعلى منها في الطبقتين الواسطى والغنية، وقد لا تعكس نسبة الجانحين في الطبقات الغنية غالبا الواقع في كثير من المجتمعات لإعتبارات كثيرة. 7- الخبرات المدرسية السيئة: يمر بعض الطلاب في المدرستين المتوسطة (الإعدادية) والثانوية بخبرات مدرسية قاسية وسيئة في آن واحد معاً، وذلك نتيجة التأخر الدراسي، أو قسوة بعض المعلمين وتعاملهم السيئ مع الطلاب، مما يجعل بعض الطلاب لا يتحملون هذه الخبرات المؤلمة، ويدفعهم إلى سلوك انتقامي تخريبي أحياناً او إعتداء جسدي على بعض المعلمين، أو غير ذلك من سلوكيات طائشة وغير مسؤولة. | |
|