THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: عالم اليوم..والآلام النفسية للشباب الإثنين أبريل 06, 2009 1:43 am | |
| عالم اليوم..والآلام النفسية للشباب محمد تقي فلسفي للأسف، فقد انصرف اهتمام الناس في العالم المعاصر إلى الأمور المادية، بينما طوى النسيان تقريبا الجوانب الأخلاقية والإيمانية التي تبعث على استقرار النفس واطمئنان البال، وعلى أثر ذلك فقد الاتزان بين الجسم والنفس. فالعلماء وفي ظل العلوم التجريبية عملوا على تحسين الحياة المادية البشرية ووفروا ما من شأنه أن يريح الإنسان ويرفع عن كاهله عبءالأتعاب الجسمية، لكنهم لم يفكروا قط بعلاج لسلامة الفكر وإصلاح الأخلاق البشرية، وهذا كان السبب في خلق معاناة نفسية وضغوط عصبية على عامة الناس بنسبة وأخرى كان لجيل الشباب الحظ الأوفر منها وقد أدت به إلى الشعور بالحزن والقلق والإضطراب والتشتت الفكري وإصابته بالرذائل الأخلاقية والآلام النفسية، مما ترك أثرا على قواه الجسمية شاء ذلك أم أبى، فأصبح سببا لتلف الجسم والإسراع نحو الشيخوخة. ازدياد الإضطرابات العصبية "يقول الدكتور (كارل): بالرغم من أننا بسبيل القضاء على إسهال الأطفال والسل والدفتريا والحمى التيفوئيدية... الخ فقد حلت محلها أمراض الفساد والانحلال. فهناك عدد كبير من أمراض الجهاز العصبي والقوى العقلية... ففي بعض ولايات أمريكا يزيد عدد المجانين الذين يوجدون في المصحات على عدد المرضى الموجودين في جميع المستشفيات الأخرى. وكالجنون فإن الإضطرابات العصبية، وضعف القوى العقلية آخذة في الزيادة... إن الفساد العقلي أكثر خطورة على الحضارة من الأمراض المعدية التي قصر علماء الصحة والأطباء اهتمامهم عليها حتى الآن". انحلال النفس "يقول الدكتور (مولتز): بد أن نعلم قبل كل شيء، أن عنفوان الجسم لا يتضمن عنفوان النفس والعقل، وكذلك فإن عنفوان العقل لا يعني أبدا عنفوان الجسم. مع ذلك فهناك تأثير متبادل بين الأثنين إلى حد نجهل مستواه. فعنفوان الجسم عند بعض الناس يبلغ حد الكمال بينما يسير مسرعا نحو انحلال الروح وشيخوخة العقل، وعلى إثر ذلك يميل جسم أولئك الأفراد نحو الشيخوخة والعجز، ويكون تلف النفس سببا للإختلال المفاجىء للجسد ويهدم أساسه. إن انهيار النفس والعقل هو من مميزات عصرنا الراهن، ومع أن الإنسان في هذا العصر حصل على نجاحات علمية كبرى وتقدم تقدما كبيرا في العلم والصناعة مما لم يتسنى للماضين تصوره، فإن شبابنا يبلغون الشيخوخة أسرع مما بلغها آباؤهم وأجدادهم، وهذا يتعلق بالحياة النفسية لعصرنا. فروح الشاب وعقله يشيخان بسرعة ويفقد قدرته لمقاومة المشاكل مواجهتها، ومن هنا فإن شباب العصر الجديد يتعرضون في حياتهم اليومية إلى مؤثرات نفسية وعصبية كثيرة ضارة، وتلحق بهم عن هذا الطريق أفدح الخسائر. ولا نبالغ أو نقول جزافا إذا أكدنا أن شباب عصرنا الراهن بالنسبة لآباءهم وأجدادهم ينقلون مرة واحدة أقدامهم من عهد الحياة المليئة حيوية وجمالا إلى فصل الضياع والتلفز فصعاب الحياة ومشاكلها المتزايدة تصنع من الشاب إنسانا مغلوبا على أمره ضجرا يائسا ضعيفا عديم الإيمان، وعن هذا الطريق تهيأ متطلبات العجز والإنهيار النفسي". طريق النجاح على الإنسان المعاصر أن يلجأ إلى قوة الإيمان تخلصا من الأزمات النفسية والاضطرابات الروحية، ويندفع بموازاة تقدم العلوم المادية إلى تقوية الجوانب الروحية وتعزيز الأسس الأخلاقية والإنسانية، فالإيمان بالله والإتكال على قدرته الأبدية هو أكبر ملجأ نفسي وأفضل وسيلة لإستقرار الروح وراحة البال، بإمكانه أن يفك العقد المستعصية للكثير من مشكلات العالم الحالي. المصدر: الشباب والشيوخ والكهول. | |
|