THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الشذوذ الجنسي..غرام في الممنوع الإثنين أبريل 06, 2009 1:41 am | |
| الشذوذ الجنسي..غرام في الممنوع إعداد: رضوى فرغلي الجنسية المثلية علامة استفهام كبرى، أزمة عميقة تعيشها مجتمعات الرفاهية والفقر على السواء لكن في الخفاء وطي الكتمان، فهي وباء «مسكوت عنه» قد نكتفي بالتلميح اليه في نكتة أو في مشهد تلفزيوني، لكننا لا نواجه، وقد نتوهم انها حالات فردية قليلة بينما الشواهد الكثيرة هنا وهناك تقول العكس. لا نتكلم هنا عن المخنثين أو مضطربي الهوية الجنسية، وإنما عن رجال ونساء يتمتعون بكامل ذكورتهم أو أنوثتهم الجسدية لكنهم لا يفضلون شريكا جنسيا مغايرا، وقد يصل الأمر إلى حد عدم الزواج أو كراهية الاقتراب من الجنس الآخر، وإذا اضطر هؤلاء إلى الزواج تحت ضغط الأسرة أو نظرة المجتمع السلبية لهم، فإنهم يعيشون حياة جنسية متوترة. لسنا في وارد الإدانة بل القراءة والتحليل للظاهرة سيكولوجيا واجتماعيا، فبدلاً من التعاطف الساذج معهم أو الاشمئزاز منهم، لنقترب قليلاً من عالم المثليين ونحاول الإجابة عن أهم التساؤلات: هل المثلية نوع واحد أم أنواع؟ ما الأسباب والدوافع التي توجه سلوكه الجنسي في هذا الاتجاه؟ ما طبيعة الشخص المثلي؟ هل هو ضحية أم مذنب؟ وهل ثمة علاج أو خلاص؟! تحـوّل تدفع الرغبة الملتبسة بصاحبها إلى ممارسة الجنس، سواء الخام منه أم الممزوج بعاطفة، مع شريك من الجنس نفسه وتفضيله على شريك مغاير، الأمر الذي يدعو الى الدهشة والحيرة، فقد يستغرب الكثيرون كيف لرجل ان يذهب إلى الفراش مع رجل آخر أو لامرأة مع أخرى؟ لكن ذلك يفسر في ضوء التخييل الذي يلعب دورا جوهريا في معظم الممارسات المثلية، فالرجل غالبا يمارس مع رجل في الواقع، لكن على مستوى التخييل هو يمارس مع امرأة، بمعنى ان أحد الشريكين في العلاقة المثلية يقوم بدور الذكر Positive بينما الآخر يقوم بدور الأنثى Negative في صوتها وحركاتها والتخيلات الجنسية التي تصاحب الممارسة، وهو ما يسمى التحول التخييلي Metamorphosis. من هنا فإن الواقع يقول إن رجلا يمارس مع رجل وامرأة تمارس مع امرأة، لكن يظل كل منهما يعرف بطريقة شعورية أو لاشعورية ان هناك شخصين مختلفين في الجنس على مستوى التخييل. ينطبق هذا النوع من التحول على معظم حالات المثلية، باستثناء حالات قليلة يغيب فيها تماما هذا النوع من التخييل، فيرغب الرجل في رجل والمرأة في امرأة من دون هذا النوع من التحول، فالاختلاف أو التماثل في الجنس لا يلعب لديهم أي دور، هؤلاء يهتمون فقط بإشباع الدافع الجنسي الخام ويكون الشريك في هذه الحالة مجرد أداة باعتباره الشخص الأكثر توافرا، مثل الممارسات بين الأطفال قبل البلوغ أو أثناء المراهقة، أو بعض حالات المثلية المؤقتة. منافسـة من الصفات المميزة لمعظم المثليين المختلطين، أي الذين يفضلون الرجال على النساء، غياب الإحساس بالحسد أو الغيرة تجاه النساء، بل يحاولون إسداء النصيحة لصديقاتهم حول شؤونهن الخاصة مثل اختيار الملابس وطريقة جذب الرجال ومغازلتهم، فتنشأ بينهم وبين النساء علاقة «أُختية»، وما يلفت النظر أنهم يحاولون ولو بشكل لا شعوري جعل النساء يشعرن بالغيرة منهم، فيدخلون معهم في علاقة منافسة، فنجد الرجل مثلا يبدأ في الاهتمام بامرأة ومغازلتها ثم في مرحلة مبكرة من العلاقة الغرامية يشيح بوجهه عنها ليبدأ علاقة أعمق مع رجل، حتى المتزوجون منهم نجدهم بعد فترة وجيزة يعيشون علاقة زوجية فاترة خالية من الوهج العاطفي والجنسي وينتهزون فرصة مواتية للاتصال مع شركائهم من الرجال. على سبيل المثال أكد رجل مثلي انه كان يستمتع بإيقاع النساء في غرامه وقبل اكتمال العلاقة ينسحب بطريقة فظة تعرف منها المرأة أنه سيتركها ويذهب إلى رجل، وكأنه يجعل المرأة تعتقد انها أشعلت في قلبه الغرام، ثم فجأة تدرك ان غرامه الحقيقي برجل آخر وكأنه منافس لها في الحصول على رجل. إن سلوك المثلي مليء بالأسباب اللاشعورية والدوافع المكبوتة التي تشير بشكل أساسي إلى علاقة مضطربة مع المرأة، هذه الحالة وغيرها تجسد ضغينة وكراهية كامنة نحو النساء عبر عنها أحدهم بتأثر شديد في قوله: «لولا النساء ما أصبحت مثليا». حب خائب يكمن سر الكراهية التي يكنها المثلي للمرأة في الحب الخائب لها والمحبط سابقا في مرحلة الطفولة، فهناك امرأة أولى ربما تكون الأم أو بدائلها، تعلق بها الطفل وتمنى الوجود معها دائما، لكنها هجرته وفضلت عليه رجلا آخر، وها هو الآن يهجرها أيضا من أجل رجل ويسدد لها الطعنة نفسها. ان هذا الموقف القديم الذي لم يتجاوزه الشخص والذي كانت فيه العلاقة مع أحد الوالدين غير سوية، حيث فشلت الأم في الانفصال الإيجابي عن طفلها، وفشل الأب في إقامة علاقة جيدة مع ابنه تجعله يتوحد به ويكتسب الدور الذكري (والعكس في حال الفتاة) جعل من العلاقة ندبة مستقرة ومؤلمة في نفس الطفل، وهو دائم الاجترار لذكرى الموقف الأول في الحياة اليومية، وكأنه يعيد المشهد الطفلي نفسه في كل علاقة مثلية ليثبت انتصارا لاشعوريا لذاته المجروحة والمهزومة، فالغياب الظاهري للغيرة عند المثلي وجهده اللاشعوري في ان يبعث الغيرة في نفس المرأة، هو إثبات لعذابات الغيرة والإحباط وشكل بدائي للأخذ بثأره منها، وحماية ساذجة لنفسه من تكرار المأزق. أيضا يشعر المثلي بالنقص وعدم القدرة على المواجهة أو منافسة زملائه الرجال في أي عمل أو سلوك، وغالبا ما يترك أي شيء يستحق المنافسة أو الجهد في منتصف الطريق، ونجده مسالما بطريقة مبالغ فيها، وهذا الشعور بالنقص لديه يعود إلى عدم اكتمال «الأنا» Ego لديه وبالتالي فهو غالبا في حالة طفولة نفسية لم تنضج بعد. كما انه يشعر بالهزيمة وقبول الفشل والاغتراب النفسي، والتواصل الاجتماعي والنفسي المشوه مع الآخرين الناتج عن إحساسه بالنبذ والرفض، وإهمال الوالدين له، وعدم الإشباع العاطفي، والخجل الواضح من البنات في مرحلة الطفولة، فكثير من المثليين كانوا يتميزون بالبراءة والعذرية الشديدة في تعاملهم مع الفتيات في الصغر، بينما يعيشون حالة من الفجور مع الأولاد، إذن هو تشوه في التكوين النفسي والجنسي للطفل منذ مراحل نموه المبكرة نتج عنه استعداد نفسي لهذا الانحراف ساعد عليه ضعف في تكوين «الأنا» في مواجهة الإحباطات المختلفة وعجز «الأنا الأعلى» أو النسق القيمي الداخلي عن مواصلة عمله نتيجة غياب النموذج الأخلاقي الأول. العلاج لمن يرغب فقط! توجد فئة من المثليين متصالحة مع وضعها ولا تريد تغييره مهما جلب لها من خسائر اجتماعية أو أسرية، فهي تمتلك ميكانزمات دفاعية ونسقا معرفيا قويا وإن كان مشوها أو مضطربا، لكنه يمثل لها حماية ضد الألم أو الانهيار النفسي أو الإحساس بالذنب وطلب العلاج، لذا هؤلاء لا يطرقون باب المعالج أصلا إنما هم مكتفون بأنفسهم وجماعاتهم المغلقة عليهم. أما الفئة الأخرى التي تستشعر أزمة جنسية ونفسية واجتماعية، فهي تحتاج فقط إلى شجاعة الاعتراف بهذه الأزمة، وبالتالي الحاجة إلى المساعدة والعلاج الذي يعتمد بدرجة أساسية على رغبة المريض واقتناعه التام بضرورة التغيير والعودة إلى مسار جنسي ونفسي يعتبره سويا، ويظل دور المعالج رغم أهميته دورا موازيا لرغبة الشاذ الحقيقية في العلاج، ومن طرق العلاج المتبعة ما يلي: العلاج المعرفي إن السلوك الإنساني في الأساس مجرد فكرة اقتنع بها العقل واستقرت في البناء المعرفي مسبقا، لذا ينفذها الإنسان من دون جهد كبير أو تفكير عميق، لذا فإن أي تغير في السلوك لن يكون مجديا وعميقا في تأثيره إن لم يسبقه تغير في الفكرة نفسها. فالجسد مثلا مجرد مسرح للأفكار المتعلقة به والتي اختزنها الوعي بقناعة معينة، لكنه كجسد في ذاته لا يعرف الحدود أو المحرمات أو القيود الأخلاقية، من هنا تصبح نتيجة طبيعية أن يعاشر الفرد جنسيا أخته أو أمه أو أخيه أو ابنه أو يفضل شريكا مثليا أو حتى حيوانا أو جمادا، لأن الجسد في هذه الحالة يستجيب لرغبة خام من دون الاستعانة بمنظومة معرفية فكرية أخلاقية تم بناؤها وترسيخها خلال مراحل عمرية مبكرة، لذا فإن الخطوة الأولى في العلاج هي تكوين منظومة معرفية جديدة عن المثلية، وهو أمر ليس سهلا ويحتاج الى مهارة علاجية عالية وقوة إرادة ورغبة داخلية حقيقية في الخلاص حتى يتجاوز الشخص تلك اللذة الممنوعة الطاغية. العلاج السلوكي لا يقل العلاج السلوكي أهمية عن المعرفي وهو يعتمد على أساليب عدة مثل التعرف على جوانب الإثارة وتفادي إرهاق الذات بتعرضها المستمر لهذه الجوانب، واستخدام أسلوب التنفير بالربط بين السلوك الشاذ وأحاسيس منفرة وكريهة تجعل من استرجاعها شيئا مؤلما نفسيا ومستفزا انفعاليا، أيضا محاولة تقليل الحساسية الجنسية تجاه بعض المواقف والأشياء التي يصعب تفاديها عن طريق تمارين الاسترخاء مثلا، كما انه من المهم إيجاد بدائل أخرى للطاقة الجنسية بحيث لا نغلق مسربا شاذا من دون وجود مسرب آخر آمن وهذا ما نطلق عليه «تحويل مسار الرغبة» بحيث لا تظل هذه الطاقة حبيسة وفي حالة فوران، تنتهز الفرصة للخروج مرة أخرى بأي شكل، فالبدائل الآمنة وتعليم الشخص كيفية السيطرة على رغباته هما زاويتان أساسيتان في العلاج النفسي السلوكي. كما تلعب الأسرة بمساندتها وتفهمها لطبيعة المثلي وتقبله بعيدا عن المعايرة والاشمئزاز والتحقير منه دورا مهما في عملية العلاج التي تحتاج إلى صبر ومثابرة من كل الأطراف لأنها تستغرق وقتا طويلا يصل أحيانا إلى عام أو عامين حسب استجابة المريض وقوة تحمل الأنا لديه ومساندة الآخرين له. العلاج الدوائي لا يوجد علاج دوائي محدد لانحراف المثلية، إنما قد يستخدم بعض الأطباء أدوية الوسواس القهري، على اعتبار ان الفعل الجنسي المثلي هو فعل قهري يصعب على صاحبه مقاومته، وبعض الأدوية الأخرى للتغلب على الاضطرابات النفسية المصاحبة مثل القلق والاكتئاب والشعور بالذنب والخجل الاجتماعي. وأخيرا من المهم ان نقتنع بأهمية التربية كعامل جوهري حاسم في تفادي مشكلات سلوكية وجنسية كثيرة، وان نعطي الأولوية لوجود إستراتيجية قومية تهدف الى تدريب الأسرة على مهارات التواصل مع أولادها وتفعيل دور الأب والأم باعتبارهما سفينة النجاة وصمام الأمان، بدلا من بذل الجهد والوقت في محاولات إنقاذ متأخرة تكلفنا جميعا ثمنا باهظا من دون ضمان يقيني لإمكانية القفز بعيدا عن الخطر أو تعديل خريطة نفسية شوهتها رحلة قاسية! المثـليـة.. بيــن الحـرية والإدانـة ليس الوعي الشخصي فقط هو ما يحمل مشاعر متناقضة تجاه السلوك المثلي، إنما الوعي المجتمعي أيضا، فما بين التأييد والمساندة والتعاطف معهم، والرفض والاحتقار والنبذ لهم، عاشت المجتمعات حالة صراعية عميقة. فكما يتأرجح الأفراد، ومنهم الشواذ أنفسهم في رأيهم في هذا السلوك المحير، تأرجحت الدول أيضا. فقبل أربعين سنة كان المجتمع العالمي ينظر للشاذ بنقمة شديدة، واشمئزاز واحتقار كبيرين، وحتى في أكثر الدول ديموقراطية وحرية جنسية كان الشواذ يعانون استنفارا وعدائية تجاههم، وتُطلق عليهم ألفاظ جارحة ومهينة، غير أنه في السنوات الأخيرة، وتحديدا بعد ثورة الشواذ في أميركا عام 1969 التي أدانت النظرة الرجعية الجنسية، تحول هذا العداء والموقف الهجومي إلى مطالبة بالاعتراف به كسلوك مختلف فقط، وإلغاء القيود الاجتماعية والعقوبات القانونية التي تحد منه أو تشكل عنصر ضغط على ممارسيه والسماح لهم بالزواج، مما أدى في النهاية إلى اعتراف مجتمعي تُوج بقرار الجمعية الأميركية للطب النفسي عام 1973 بأن الشذوذ ليس مرضا ولا يحتاج أصحابه إلى علاج! وأصبح من حق المثلي أن يعلن عن نفسه صراحة دون أن يتأثر وضعه الاجتماعي أو السياسي، وأصبحت دول كثيرة لا تعارض الممارسات المثلية أو على الأقل تتسامح معها، باعتبارها نوعا من الحرية الشخصية والسلوك الفردي الذي لا يحق لأحد التدخل فيه أو الحجر عليه، ويعتبر أن أي تجاهل لهم أو تحامل عليهم أو حرمانهم من حقوقهم لكونهم مثليين نوع من العنصرية والمساس بحريتهم الفردية، لذا فهم يشكلون فئة قوية، ومعترف بها وعنصر ضغط سياسي. سلوك متناقض بقيت الدول المحافظة، ومنها المجتمعات العربية تتبنى موقفا معلنا، رافضا للشواذ، يدينهم اجتماعيا ودينيا ويجرمهم قانونيا باعتبارهم عضوا فاسدا في جسد المجتمع يجب بتره أو على الأقل التعامل معه بقوة رادعة، وتبقى الممارسات التي تعج بها هذه المجتمعات مثل دخان يتصاعد هنا وهناك من دون القدرة على الإمساك بأصل النار.. فالشذوذ في هذه الحالة يمارس خفية من دون الجرأة على الإفصاح عنه أو المجاهرة به. يكتسب هذا الموقف المُعارض للمثلية مصداقيته وقوته من تحريم الأديان السماوية الثلاثة له، ففي الإسلام توجد إدانة واضحة للمثلية بين الذكور (اللواط) في سور: هود والشعراء والأعراف، إضافة إلى الأحاديث النبوية التي تنهى صراحة عن الفعل المثلي سواء بين الرجال أو النساء وتضعه بمنزلة الزنى، الذي يستوجب إقامة الحد كرادع يحافظ على الفضيلة الإنسانية والمجتمعية، وإن اختلف الفقهاء في ما بينهم في نوع الحد وكيفية تطبيقه. وفي الدينين المسيحي واليهودي نهي صريح، كما في رسالة بولس إلى رومية وسفر اللاويين، حيث إن الإدانة حاسمة للسلوك المثلي الذي يعتبر خطيئة وفاحشة وفعلا يناقض مفهوم العفة وضد مسار الغريزة الجنسية الطبيعية، لأنه لا يؤدي إلى التكاثر ويهدم القيم الإنسانية ويفسد العلاقات الزوجية. إن الشيء الصادم للكثيرين أنه على الرغم من قوة ووضوح هذه الأحكام والنصوص الدينية، ووجود قوانين رادعة بقسوة للمثلين في بعض الدول، لكن شيئا غامضا يلعب دورا كبيرا في أن يتخذ الفرد والمجتمع توجها آخر وسلوكا يتناقض بدرجات متفاوتة مع هذه المبادئ، ليصبح الشذوذ والقيم المناهضة له يعيشان جنبا إلى جنب.. يتصارعان من دون أن يحسم أحد الطرفين الموقف لمصلحته، فما زلنا نقرأ ونسمع من حين لآخر عن حالات شذوذ مستفزة وضاربة عرض الحائط بكل القيم والمقدسات يمارسها بعض الشخصيات المهمة أو حتى رجال الدين، وهو الشيء المفزع الذي يجعل البعض يطمس معالم هذا النوع من الجرائم حفاظا على صورة رجل الدين، أو باعتبارها حالات فردية لا ترقى إلى مستوى ظاهرة تستحق المناقشة. كذلك نفاجأ برجل مثلي يشغل منصبا دينيا مثل ريفيرند روبنسون الذي أُنتخب أسقفا لولاية نيو هامبشير الأميركية لتكون الحادثة الأولى من نوعها، والتي أثارت زوبعة دينية واجتماعية كبيرة. أهي عمق الرغبة وسطوتها التي تتحدى كل سلطة وتحاول فرض نفسها عنوة على الوجود وتكتسب لنفسها صكا بالاعتراف، أم أنه عبث نفسي وجنسي يستغل مناخا مشوها اختلطت فيه المفاهيم والقيم؟! جدل علمي لم يكن الأطباء وعلماء النفس بعيدين عن هذا الجدل، فبعض الأطباء يدافع عن كون المثلية حالة قدرية ليس للإنسان فيها اختيار حقيقي، فهي نتيجة أسباب بيولوجية مثل خلل في الجينات أو الهرمونات، لكن هذه التوجهات نالت قدرا كبيرا من الاعتراض والهجوم، لأنها لم تستطع إلى الآن إثبات صحة فرضياتها. إضافة إلى وجود أبحاث أخرى دحضت هذا الافتراض وأثبتت عكسه أو على الأقل لم تؤكده، كما أن العلاج الهرموني للمثليين لم يثبت فاعليته إلى الآن. أما ما يستند عليه البعض بأن الجمعية الأميركية للطب النفسي قد حذفت كلمة شاذ من قاموسها العلمي DSM، فإن ذلك لا يشكل دليلا قاطعا على طبيعية السلوك المثلي، بل إن الأمر محاط بشبهات من قبيل الضغط السياسي والمجتمعي من ق.بل المثليين، وشكوى شركات التأمين التي كانت تنفق الملايين سنويا على علاج المثليين من دون نتائج قاطعة. أما البعض الآخر، ومنهم أطباء ومعالجون عرب، فيرون أن المثلية هي تعثر في النمو الجنسي والنفسي والوقوف به عند مرحلة طفلية غير متمايزة جنسيا تجعل الفرد راغبا في فرد آخر من دون التعويل كثيرا على نوعه (مثل المثليين الجذريين)، كما أنه نتيجة لخطأ في التربية أو الاعتداء الجنسي وغيرها من العوامل الأسرية والاجتماعية والنفسية، الأمر الذي دعا هؤلاء الأطباء والمعالجين إلى استعادة المصطلح الأصلي للمثلية باعتبارها شذوذا وانحرافا ومرضا يتطلب العلاج، خصوصا أنه بعد سنوات طويلة من الحرية الجنسية وإباحة المثلية، ما زال الشواذ يعانون أمراضا نفسية شديدة تصل أحيانا إلى حد الانتحار جراء الإحساس بالذنب والقلق والاكتئاب وتشوه صورة الذات واضطراب التواصل الاجتماعي. | |
|