THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: ماهي أشد الامور ضرورة للشباب.. ولماذا؟ الإثنين مارس 30, 2009 9:05 pm | |
| ماهي أشد الامور ضرورة للشباب.. ولماذا؟ جعفر الهادي فترة الشباب والبلوغ فترة ٌ مصيرية وحساسة جداً، وفي هذه الفترة تبدو الحياة وكأنها تبدأ وتتكون من جديد، وتتفتح طاقة العقل، والتفكر عند الانسان. في هذه المرحلة من العمر البشري يتأسس مستقبل الحياة... وعلى الشباب- في هذه المرحلة الخطيرة – أن يرسم مستقبله، ويبرمج له... وان تفويت مثل هذه الفرصة الثمينة يستتبع خسائر وأضراراً لايمكن ملافاتها، لأن الفرصة الفائتةن والعمر المنقضي لا يعود مرة أخرى ابداً. إن الانسان كائن عاقل عالم، ولايمكنه ان يكون كالحيوانات هائماً على وجهه، تابعاً لغرائزه ورغباته النفسية فقط... بل يجب عليه ان يجد طريق انسانيته، وطريق الحصول على سعادته الحقيقية. إن الانسان العاقل العالم لايفوت فرصة العمر الثمينة، بل يعتبر الامرين التاليين من أشد احتياجاته ضرورة ً، ويسعى الى تحصيلهما وهما: 1- نظام فكري صحيح 2- برنامج متناسق مدروس أنتم الآن قد دخلتم في مثل هذه المرحلة الخطيرة المصيرية، ويجب أن تستفيدوا من هذه الفرصة استفادة جيدة... إن عليكم ان تعرفوا الهدف الحقيقي لهذه الحياة، وتقرروا لمستقبلكم... وتجدوا طريق سعادتكم الحقيقية، وتسيروا بوعي وبصيرة كاملتين في ذلك الطريق، وتجتهدوا في الوصول الى ذلك المقصد. ولكنكم تعلمون ان انتخاب برنامج متناسق ومحسوب، والحصول على طريق السعادة، يتبع عقيدة الانسان ونمط نظرته الى الكون والحياة. فكل إنسان يحدد هدف حياته، ويرسم مسيرته وفقاً لمعرفته الى الحياة والوجود.. وكلما كانت معرفتنا ونظرتنا الى قضايا الحياة، والوجود الاساسية اكمل إستطعنا أن نتعرف على هدف الحياة، ونوفق للبرمجة من أجل الوصول اليه، بصورة أفضل وأحسن. وعلى العكس من ذلك، اذا كانت معرفتنا عن قضايا الوجود معرفة خاطئة، واذا اعتقدنا عقائد باطلة ً، فأننا سنصاب أيضاً بالخطأ والزلل في أختيار الطريق والهدف، وفي اختيار البرنامج، ثم نسقط في النهاية في وديان الهلاك الابدي. وعلى هذا الاساس فإن تقوية أسس العقيدة، واختيار نظرة عامة الى الحياة اولى ضرورات الانسان العاقل المفكر.. فلا بد لكل انسان عاقلٍ من أن يقوم في اولى مراحل حياته وايام شبابه، بتقوية عقائده واعتناقها عن وعي وبصيرة، ويدعم معتقداته بالاستدلال والبرهان. ومن خلال هذا الطريق يحرر نفسه من الحيرة والضياع، ومن سلوك السبل الضالة الخاطئة. إن التحقيق والتفحص، والرغبة في اكتشاف أسرار الوجود هو أساساً أمر فطري عند الانسان المفكر، فكيف يمكنه أن يصرف نظرة عن هذا المطلب الطبيعي الفطري، ويخمد جذوة عقله، ومشعل فكره؟ اذ انه لوتجاهل هذه المطالب ما الذي يميّزه عن سائر الحيوانات التي لا هم لها الا ّ اشباع غرائزها واطفاء رغباتها التافهه حينئذٍ؟ ماذا تعني " النظرة العامة الى الحياة والعالم" وهي مجموعة من القضايا الاساسية التي تعكي في مجال الفكر- الاجابة على التساؤلات التالية: هل هذا العالم وجد بنفسه أم أنّ ذاتا على خلقته وأوجدته من العدم؟ واذا كان مثل هذا الخلق موجوداً حقاً فكيف يكون؟ وماهي صفاته؟ وما هو هدف من خلق الانسان والعالم؟ وهل تنتهي. حياة الانسان في هذا العالم أم أن هناك عالماً آخر هو عالم الآخرة ينتقل اليه الانسان بعد الموت ليرى نتيجة أعماله؟ وكيف يكون عالم الآخرة، والجنة وجهنم؟ بل أي كائن هذا الانسان، وماذا اودع في كيانه من القابليات والمواهب؟ وهل للأنسان في هذه الحياة وظيفة ومسؤولية؟..؟ وهل يستطيع الانسان أن ينظم برنامجاً كاملا ً لضمان سعادته الدنيوية والآخروية؟ أو انه لابد حتماً من أن يتبع برامج الانبياء – الذين يرتبطون بخالق الكون عن طريق الوحي – وهداياته؟ ومن هم الانبياء، وماهي الخصائص التي يشتركون فيها؟..؟ هل من شخص ٍ عالم ٍ مؤيد من جانب الانبياء، ومن جانب الله لحفظ وتنفيذ أحكام الشرع وقوانينه تنفيذاً صحيحاً، وللقيادة، ولحفظ النظام الاجتماعي واقامة العدالة في المجتمع ومواصلة طريق الانبياء؟...؟ إن اجابات الاشخاص على هذه ليست على نمط واحد، فسيعطي كل فريق أجوبة خاصة وفق عقيدته ونظرته الخاصة الى الحياة والكون.. وتشكل مجموعة تلك الاجابات نظاماً فكرياً يسمى " النظرة العامة الى الحياة". ماهي الايديولوجية؟ بعد انتخاب " النظرة العامة الى الحياة" يأتي دور الايديولوجية. وتصُطلح الايديولوجية على البرنامج المتناسق الهادف، والمسلك العام للحياة، والنظام الفكري الذي يحدد وظيفة الانسان. ومن هنا تكون " النظرة العامة الى الحياة" بمثابة البنية التحتية، والاساس والقاعدة، وتكون " الايديولوجية" يتوقف على انتخاب النظرة العامة الى الحياة، وفي الحقيقة ان النظرة العامة الى الحياة هي المعرفة أو هي الرؤية الكلية عن " الوجود"، ولكن الايديولوجية تعني المعرفة بالواجبات والوظائف وما يجب فعله، وما يجب تركه.. والقيم. إن الاجابات التي يجب إعطاؤها على الاسئلة التالية تسمى إصطلاحاً " الايديولوجية". ماهي وظيفتنا في هذا العالم؟ ماهي مسؤوليتنا؟ في أي شيء تتمثل معارف الانسان ويتمثل كماله الحقيقي؟ أي شيء من الاعمال حسن، وأي منها سيئ؟..؟ أي منها خير، وأي منها شر؟ ماهي الاعمال التي يجب القيام بها وماهي الاعمال التي يجب تركها؟...؟ وجوب التحقيق والحصول على الجواب؟ إن مثل هذه التساؤلات تنطرح في أذهانكم انتم أيها الطلبة الاعزاء، الذين بدأتم مرحلة الشباب، وهي تطلب إجابات مقنعة حتماً. ولا شك انكم تبحثون عن تلك الاجابات الصحيحة. إن فترة الشباب فترة البحث والتحقيق والتساؤل، فترة انفتاح العقل، وتفتح الفكر.. فترة تحصيل الايمان والعقيدة... ولذا فأنه يجب أن تمتلكوا في هذه المرحلة رؤية صحيحة عن الكون، وأن تقوموا بتقوية معتقداتكم.. وإن عليكم أن تفكروا وتحققوا، وتحصلوا على كل واحد من هذه التساؤلات إجابة صحيحة مقنعة. وعلى هذا فأن الحصول على "نظرة عامة الى الحياة" تتسم بالصحة والواقعية، وعلى ايديولوجية واضحة ومتينة، أولى من أي شيء آخر بالنسبة اليكم،... لأنكم عقلاء وأصحاب فكر.. ولايسمح لكم عقلكم الباحث الفاحص أن تمروا على هذه الاسئلة الاساسية والحيوية مروراً عابراً. إن المرور العابر غير المكترث على مثل هذه الاسئلة الاساسية الحيوية.. يجر الانسان الى القلق والاضطراب، ويجر حياته الى هوة العبثية والحيرة الرهيبة. المصدر :من الثقافة الاسلامية. | |
|