THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: المراهقة.. بين المـد والجـزر الأحد مارس 08, 2009 12:29 pm | |
| المراهقة.. بين المـد والجـزر يتحرك المراهق مثل المد والجزر في موجات إلى الداخل والخارج. ففي ساعة نراه مستقلا، وفي ساعة أخرى نجده يرغب في أن نطعمه ونرعاه. في ساعة يكون منطقيا بشكل مثير للإعجاب، وفي ساعة أخرى يكون متمردا ومحبا للجدال. فإذا عرفنا أن هذه الأمور سوف تحدث يسهل علينا التعامل معها ومعالجتها، وعلى الرغم من وجود هذه الموجات إلا أن ظاهرة المد هي التي تطغى". "ستيف بيدولف" إن المد والجزر في حياة المراهق مسألة طبيعية ومتوقعة، وهي إحدى أهم مظاهر هذه المرحلة العمرية الخصبة من حياة الأبناء. وتعامل الأبوين الواقعي مع مشاعر المراهق المتباينة، والتي يترتب عليها مواقف تبدو متناقضة لوهلة من الزمن يعتبر شيئا إيجابيا ومفيدا. من أهم خصائص مرحلة المراهقة ظهور اللغة التعبيرية الشديدة الانفعال، والتي يتبعها في الغالب مواقف سلوكية تحظى بذات القدر من الحدة والانفعال نظرا لكونه حديث عهد بالطفولة، وضيفا جديدا على عالم الكبار. وبسبب هذا الظرف الزمني الذي يمر به يبدو وكأنه يسابق الزمن من أجل لفت الأنظار إلى أنه أصبح رجلا يعتمد عليه، بعد أن فارق حياة الطفولة إلى غير رجعة. إلا أنه سرعان ما يتراجع أمام التدفق الشديد، والاضطراب الهائل الذي يميز حركة المجتمع من حوله، ويلون الحياة بألوان غاية في التناقض والتباين، فيجعل قاربه الصغير يتمايل مرة ويستقيم أخرى!! وإزاء هذا الدفع والتدافع يبدأ المراهق في البحث عن صدر حنون، وحضن دافئ يستوعبه ويستجيب لحاجاته وتطلعاته، كما يبعث في نفسه الثقة بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيح التي تحميه من أن تزل قدماه في أرض رخوة تضطرب تحت أقدام اقرانه ممن حرموا من الأجواء الأسرية القادرة على تقديم الدعم لمن هم في مثل هذه السن الواعدة. يعتبر الاقتراب من المراهق، وفتح الحوار الصريح معه من أجل اكشاف ما يدور برأسه، والإجابة عن تساؤلاته أكثر الخطوات المرشحة لإسعافه، وتجنيبه أي مضاعفات قد تترتب على حياته الاجتماعية التي ينفرد بها في مدرسته أو في جولاته الخاصة مع رفاقه وأترابه. وبما أن المراهق يمر بمرحلة البحث عن الذات، واكتشاف العالم الخارجي من حوله، ويقوم بجولة ذهنية في التعرف على الأفكار والاتجاهات السائدة في الوسط الاجتماعي الذي يحياه فمن الواجب في هذا المرحلة أن يكون الأبوان على درجة من الوعي والإحساس بالمسؤولية المباشرة في تزويده بالخبرة المعرفية التي تهيأت لهما، وتوظيف الزمن والأحداث المختلفة في اتجاه تعزيز الإيجابيات التي لديه، ولفت نظره إلى طرق التخلص من الممارسات السلبية التي من شأنها أن تعطل عليه السير أو تقطع عليه الطريق!! وبينما يدفع منهج التربية الإسلامية باتجاه توظيف الخبرة المتراكمة للآباء وتفعيلها في حياة الأبناء، يطرح المنهج الغربي فلسفة مغايرة مبنية على تعطيل الخبرة الأبوية السابقة، وتحييدها عن أداء دور فاعل وإيجابي نحو الأبناء على رغبة ذلك المنهج في أن يكون الجيل الجديد اتجاهاته الخاصة نحو القيم والأفكار من خلال التجربة الخاصة، وهو مطلب ينطوي على الكثير من الخطورة حين يطلب من الآباء أن يكتفوا بدور التفرج حتى النهاية. وبما أن الحياة ليست لعبة، وبما أن موقع الآباء الطبيعي أكبر من موقع المتفرجين، فإن من الصعب أن نقتنع بجدوى هذا التحييد السلبي لمن ينبغي أن يكونوا شركاء فعليين في تحديد الاتجاهات التي يتبناها الأبناء، وفي تكوين الأرضية المعرفية التي ينطلقون منها، ويتحركون وفق معطياتها الثابتة. هذا المنطق المغلوط جرف في طريقه قواعد كانت جديرة بألا تقتلع، ورمى بها خارج دائرة التأثير والفعل، ولكنها "المغامرة" بكل ما تنطوي عليه من مجازفة ونتائج خطيرة. ولنا أن نتصور أي نهاية لها، لأن النهاية لمثل هذه "المغامرة" بمصير الإنسان تكون دائما مفتوحة. المصدر: حتى لا تمزق الكتب. | |
|