THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الثغرة بين الأجيال... حتى متى؟ الأربعاء مارس 04, 2009 4:08 pm | |
| الثغرة بين الأجيال... حتى متى؟ مريم عبدالله النعيمى من هو المسؤول عن تفشي الروح السلبية لدى قطاع واسع من الفتية والفتيات؟ ومن يقف وراء حالة قلة الاكتراث، وانعدام الشعور بالمسؤولية التي تظهر واضحة على سلوك تلك الشريحة؟ الجواب معروف للجميع، وهو لا يحتاج لكثير من السرد والإطالة. فالسبب الأول- في رأي اغلب الناس- هو غياب دور الأسرة، والسبب الثاني- في رأيهم- ضعف التأثير التربوي داخل المدارس، والسبب الثالث- كما يؤكد المجيبون عن السؤال- هو الدور التخريبي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام. ثم يهدأ الجواب، ويختفي الصوت المجيب عن ذلك السؤال المشروع ما يوحي بعدم وجود عوامل أخرى يمكن أن تؤدي دورا فاعلا في استنهاض همة الشباب، والعودة بهم من جديد إلى مستوى المشاركة الفعلية في أحداث الحياة، بل الإسهام في صناعة المستقبل الذي نرجو جميعا أن يكون مواتيا وواعدا. الدائرة الرابعة المرشحة للتأثير على الشباب هي الدائرة الاجتماعية التي تشمل شريحة الكبار من جيل الآباء وهم يشكلون- في اعتقادي- الجسر القادر على ردم الهوة الشاسعة التي تفصل بين الشباب وبين أهداف المجتمع من هذه الشريحة التي تتطلع إليها الدول بأمل ورجاء. الصورة الحالية للتجمعات العامة تفصل بين التجمعات الشبابية، وتجمعات الفئات العمرية الكبيرة التي لديها الخبرة والتجربة والمعرفة وتلك كنوز يحتاج إلى امتلاكها أولئك الشباب بينما هي محجوبة عنهم بمثل هذا الفصل والتمايز الذي توصف به تجمعات الطائفتين ومن ثم انفراد كل فئة بعالمها الخاص وهمومها الخاصة أيضا! إن انعدام التمازج والاختلاط بين الشباب وبين جيل الآباء في المنتديات وفي المجالس وفي التجمعات العامة هو خطأ فادح، وتقصير ليس له ما يشفعه من مبررات وأعذار في حق جيل مازال صغيرا في السن، ومازال يعاني من تناقضات صارخة يعج بها المجتمع المحيط ولكن أصحاب الرأي والخبرة يكتفون بدور المتفرج فقط دون أن يكلفوا أنفسهم عناء المخالطة والمشاركة المباشرة في أنشطة الشباب وفي جلساتهم الخاصة. هذا الاحتكاك المطلوب يقتضي أن يتنازل الآباء عن بعض كبريائهم ويخوضوا بأنفسهم تجربة مصاحبة أبنائهم في المنتديات الشبابية والتجمعات الخاصة بهذه الفئة العمرية والتي كثيرا ما تكون في المقاهي والأماكن الشعبية التي ربما لاتناسب المظهر الاجتماعي الذي عليه الأب، ولكن لا بأس من المحاولة والاقتحام حيث إن البداية هي الصعبة دائما أما لو خاضها ذلك الأب الحازم فان عددا كبيرا من الآباء سيبادرون بدورهم إلى خوض التجربة ذاتها ومن ثم تتسع الدائرة الاجتماعية التي تستوعب الجيلين في لقاء مفتوح واحتكاك مباشر تذوب من خلاله المشاعر الفاترة وتنتعش الأفكار الإيجابية في أجواء تبشر بنقلة حقيقية في طبيعة العلاقة التي تربط بين هذين الجيلين. وليس ترفا في القول ولا مبالغة في سرد الحقيقة إذا ذهبنا إلى أن الحوار التلقيني الذي كان يدور في البيوت ووراء الجدران الإسمنتية والذي كان مادته الأوامر والنواهي المجردة لم يستطع أن يحرك في جيل الشباب الهمة نحو تحمل تبعاته وواجباته. نعم لقد عجز الأسلوب المباشر المعتمد على اللغة الفوقية الاستعلائية عن الإجابة عن تساؤلات الجيل أو على أقل تقدير عن حماية تلك الفئة من أن تنحرف أو تضل الطريق. لا بد من تفعيل الاتصال بين الأجيال، وليس من سبيل لتحقيق هذه النقلة النوعية في فكر جيل حائر إلا أن تمد الأيدي نحوه وتفتح القلوب له، ويتلاقى الجميع على مائدة اللهو المباح، وفي اجواء الحوار الدافئ. المصدر: حتى لا تمزق الكتب | |
|