THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الأكتئاب..هل أصبح وباء الأزمنة الحديثة؟؟ الأربعاء فبراير 11, 2009 5:06 pm | |
| الأكتئاب..هل أصبح وباء الأزمنة الحديثة؟؟ بقلم: إيمانويل مونييه ترجمة: عدنان سليمان مراجعة: أ. إيمان المسلم يوجد ارتفاع لافت لمعدلات استهلاك مضادات الاكتئاب، فهناك حوالي خمسة ملايين فرنسي يعتبرون اكتئابيين من بينهم ثلاثمائة ألف شخص بصفة مزمنة... لا شك في أن الاكتئاب قد أصبح مرض العصر، كما أن منظمة الصحة العالمية وصل بها الأمر لاعتباره السبب الأول لقصور الكفاءة في العالم. لكن، لماذا يصبح المرء اكتئابيا؟ وهل يمكن إيجاد علاجات فعالة لهذا المرض؟ ورغم التقدم الحذرللعلم إلا أنه يقدم لنا بعض الإجابات. لقد دخل الاكتئاب ضمن الأمراض المصرح التداول في شأنها بعد أن كان ذلك محظورا ولزمن طويل. وإذا ما تحدثنا بالأرقام نجد أن تناول مضادات الاكتئاب قد تضاعف في فرنسا ست مرات خلال العشرين سنة الأخيرة. على الرغم من قيام الأطباء بوصف مضادات الاكتئاب على نطاق واسع لعلاج ما يسمى بحياء "سأم العيش"، إلا أنه لا يوجد اتفاق في شأنها، لأن هذا المرض يتحدى دوما الأطباء، فمتى يمكن أن تعتبر الاكتئاب مرضا حقيقيا؟ لا يزال الجدل قائما حول هذا الموضوع. أنواع من الاكتئاب 1- الاكتئاب الفصلي هناك شكل فريد للاكتئاب وهو الاكتئاب الفصلي يعود كل سنة في الخريف، ثم يختفي عند بداية فصل الربيع دون وجود سبب ظاهر، ربما يعود لعدم انتظام هرمون الميلاتونين المرتبط بدورة النوم وبالساعة البيولوجية عند الفرد. تطال هذه الحالة الخاصة من الكآبة النساء بنسبة 86% حيث يتصرفن بصورة مبالغة جدا حيال انخفاض مستوى الضياء عند اقتراب فصل الشتاء. تتم معالجة هذه الأشكال غير النمطية من الاكتئاب بالتعريض المنتظم للإنارة المكثفة. 2- كآبة واكتئاب ما بعد الولادة * نوبات بكاء، مزاج غير مستقر: أكثر من نصف الأمهات يعرفن هذه الكآبة بعد الولادة بثلاثة أو أربعة أيام، وتختفي هذه الأعراض، لدى تسع حالات من أصل عشرة، بسرعة كبيرة، أي بأقل من أسبوعين، بل بيوم واحد أحيانا. * حالة الكآبة الأكثر جدية هي التالية للولادة التي تظهر في الأسبوع الثالث وقد تودي إلى اضطرابات شديدة عند الأم والمولود أيضا. تظهر هذه الحالة لدى 10% من الحالات، ونصف هذه الحالات يدوم لمدة تزيد على عام كامل أحيانا، تتبدى هذه الحالة على شكل قلق إزاء الوليد والعدوانية حيال الزوج وبقية الأطفال. 3- اضطرابات ثنائية القطبية الشخص الذي يعاني من اضطرابات ثنائية القطبية أو ما يسمى "ذهان عصابي اكتئابي" تتناوب لديه فترات من اليأس الشديد، حيث تكون لدى الشخص رغبة في الموت، مع فترات أخرى يشعر فيها (خلافا لما ذكرنا) بفرح عارم، وحينها يمكن أن يلقي بنفسه في مشاريع جنونية، ثم يلي هذا فترة يمكن أن نصفها "طبيعية" أكثر.هذه الاضطرابات التي تطال قرابة واحد من مائة من البالغين خلال حياتهم، تظهر عموما عند بلوغ قرابة العشرين عاما من عمره. (تتعلق هذه الحالة بواحد تقريبا أصل عشرين من حالات الاكتئاب). 4- نضوب الحيوية أدخل مفهوم "نضوب الحيوية" في نهاية السبعينيات لوصف حالة الفرد الذي يضيق ذرعا ويكون متعبا بشكل غير طبيعي ويغتاظ على نحو خاص ويعاني أيضا من اضطرابات نوم. تحدث هذه الأعراض عند أفراد هم عادة مفرطي النشاط ومبادرين. أما بالنسبة لعلماء النفس يكون نضوب الحيوية اضطرابا يمكن تمييزه عن الاكتئاب، لأن الشخص يشعر بنفسه منهكا لكن دون أن يظهر تعاسة وشعورا بالذنب. 5- متلازمة الدورة الشهرية تصاب ثلاثة أرباع النساء باضطرابات قبل حدوث الدورة الشهرية، إنها اضطرابات أقرب ما تكون لأعراض الاكتئاب مثل: مزاج محبط، قلق، انفعالية، نزق تدني الاهتمام بالعمل، إرهاق، اضطرابات تركيز وشهية ونوم، شعور بعدم تحمل أدنى ضغط إضافي، ثم أعراض جسدية مثل (توتر الثديين، آلام رأس... إلخ) من 20 إلى 50% من النساء يعانين بانتظام وبشكل كبير من أحد هذه الأعراض، ويمثل الأمر بمرض حقيقي عند 3 إلى 5% منهن (خمسة أعراض من بينها واحد من الأعراض الثلاثة الأولى). علة يصعب الاعتراف بها هل يجب الاستنتاج مما سبق أن الاكتئاب مرض "مؤنث"؟ ربما! إذا ما لاحظنا أن عدد حالات الانتكاس أكثر عندهن، كما أن تقويم السلوك الذي يمارسه المجتمع على النساء correct le socialement يساهم أيضا في زيادة تباين النسب بينهما. إن الانهيار النفسي غير مقبول كصفة من صفات الرجل في المجتمعات الغربية، أن يشعر المرء بالإحباط أمر، وأن يكون في الحقيقة محبطا ويعترف بهذا للطبيب أمر آخر. إن تحقيق هكذا أمر من الصعوبة بمكان، حتى على القائمين بهذا البحث. الوحدة والعمل غير المستقر عوامل تسهل خطر الإصابة بالاكتئاب قلة النشاط تساهم بظهور التعاسة، والعاطلون عن العمل هم الأكثر عرضة ثم يأتي من بعدهم بالترتيب الموظفون والعمال والمهن المتوسطة والتجار الحرفيون والفنانون والمزاعون والكوادر والمعلمون والمثقفون. * استهلاك المتقاعدين لمضادات الاكتئاب: توصف الأدوية المضادة للاكتئاب للأشخاص حسب الترتيب التالي: المتقاعدون أولا ثم يأتي من بعدهم الموظفون غير الفعالين وهم (غير المتقاعدين والعاطلين عن العمل) والمهن المتوسطة وغيرها من مهن، وأيضا العاطلون عن العمل والعمال العاديون (دون تأهيل) ومن ثم الحرفيون والتجار ورؤساء المشاريع الاستثمارية، الكوادر والمهندسون والمعلمون وأخيرا المزارعون. وإذا ما سلمنا بصحة الإحصاءات يكون العاطلون عن العمل والموظفون هم أكثر من يشتكي سوء حاله، لكن المتقاعدين هم الذين يستهلكون أكبر قدر من مضادات الاكتئاب، ومن الملاحظ أن المزارعين الذين يمثلون 11.7% من حالات الاكتئاب هم أقل من يستهلك من هذه المضادات. وليس الأمر مفاجئا، فكلما كنا محاطين بالاهتمام كان الإحباط أقل احتمالا. ويصرح الرجال المطلقون أو المنفصلون عن زوجاتهم بالاكتئاب غالبا بمعدل ثلاث مرات زيادة على المتزوجين، والنساء أكثر بمرتين للظروف سابقة الذكر نفسها. أما المال، خلافا لما هو شائع، فإنه يساهم بشكل جيد بالشعور بحالة أفضل، كم أن معدل حصول حالات الإحباط ينخفض عندما تتحسن الأحوال المادية. - الوحدة تزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب خصوصا عند المرأة ذات الدخل المتدني. يعاني الرجال من الاكتئاب بنسبة 7% إذا كانوا يعيشون وحدهم، بينما ينخفض المعدل إلى 2% عندما يعيشون في منزل مؤلف من أربعة أشخاص بينما تعاني 12% من النساء اللواتي يعشن وحدهن و6% ممن يعشن في منزل مؤلف من أربعة أشخاص. وإذا ما كان الأمر يتعلق بمعدل الدخل، فإننا نجد أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من الإحباط تبلغ 23% لمن يقل دخلهم الشهري عن 700 يورو بينما تنخفض هذه النسبة إلى 11% عند من يزيد دخلهم الشهري على 3000 يورو. * هدر كبير للمال: كم تبلغ تكاليف المصابين بالاكتئاب بالنسبة للمجتمع؟ يصعب جدا تحديد هذا الرقم بدقة لأن القسم غير المباشر من هذه التكاليف باهظ جدا، ويكون الاكتئاب بحسب دراسة أجريت في بلجيكا في العام 1998 المرض الأكثر كلفة بعد الأمراض القلبية- الوعائية. وفي العام 1990 بلغت الكلفة السنوية لمرض الاكتئاب في الولايات المتحدة الأمريكية 44 مليار دولار. وينضوي تحت بند التكاليف غير المباشرة من هذا الرقم 23.8 مليار أي 55% من التكاليف الإجمالية (التغيب عن الوظيفة، وتدني الكفاءة في العمل... إلخ) أما التكاليف المباشرة فتبلغ 12.4 مليار أي 28% من التكاليف (ثمن الأدوية والاستشفاء... إلخ) و7.5 مليار أي 17% من التكاليف كنسبة وفيات (انتحارا). * الفرنسيون أكثر عرضة للاكتئاب من الأوروبيين الآخرين. يشير تقرير Research in European society (the depression) depress الذي تم إنجازه في 1994- 1995 وشمل 78463 أوروبيا، يشير إلى أن الفرنسيين هم الأكثر اكتئابا في أوروبا يليهم البريطانيون ثم أسبانيا وهولندا ثم بلجيكا وألمانيا. المشكلة كامنة في ظروف الحياة، لكن ليست وحدها السبب لماذا يبدو أن بعض الأشخاص عرضة للاكتئاب أكثر من غيرهم؟ الظروف المحيطة لا تفسر كل شيء، فالأمر يتعلق كثيرا بالشخصية، وبالموروثات أيضا. يتقاطع البحث العلمي مع الحدس أحيانا، فكل الدراسات تبين أن خطر الإصابة بالاكتئاب يتزايد عندما ينخفض الدخل، ولا يبدو هذا اكتشافا مهما، لكنه يؤكد أهمية ظروف الحياة في ظهور هذا المرض. وبالتالي يجب البحث في الظروف المحيطة لمعرفة ماهية الأسباب التي من أجلها تصاب النساء بالإحباط أكثر من الرجال بمرتين؟ يدرس علماء النفس والمجتمع هذا الأمر جديا، ولوحظ على الصعيد الاجتماعي أن للنساء بشكل عام دورا أقل خطوة في كنف العائلة وأنهن يعانين من التمييز discrimination أكثر في مجال العمل. لكن الخبراء يصرحون أن ظروف الحياة وحدها ليست كافية لتفسير كل شيء. فيبدو أن لشخصية الفرد دورا لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه الظروف المحيطة من حيث ظهور أعراض الاكتئاب أو عدمه. ففي حين يتجاوز بعض الأشخاص أزمة طلاق مروعة دون أن يفقدوا رباطة جأشهم، نجد البعض الآخر ينهارون لمجرد خلافات زوجية. فما الذين يقي الأولين ويعمل على انهيار الآخرين؟ من الصعب إيجاد الجواب على هذا، لكن علماء النفس يجمعون على الاعتراف بأن المرء يصبح اكتئابيا بسهولة أكبر عندما يكون لديه ميل إلى أن يرد سبب هذه الإخفاقات لفقدان كفاءته الشخصية أكثر مما هو الأمر مع الأسباب الخارجية. باختصار، ليس من المفيد تناول الأمر بهذه البساطة، ولا أن نرد هذه الإخفاقات لأسباب شاملة لن تتغير مع الوقت. | |
|