THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الأخلاق... في خط التوازن الخميس فبراير 05, 2009 6:42 pm | |
| الأخلاق... في خط التوازن محمد حسين فضل الله ركز الله سبحانه وتعالى الأخلاق الإسلامية على خط التوازن، فلا يعني كونك صاحب حق أن تأخذ بحقك كيفما تشاء، فالله أراد لك أن تعفو عمن أساء إليك، هذا في القرآن الكريم. أما في السنة الشريف، فهناك حديث يقول: "ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة، العفو عمن ظلمك، وأن تصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك". وهذه الخصال تمثل عمق الأخلاق الإسلامية، فإنك إذا كنت تعطي من أعطائك، فهذه مبادلة، أو تصل من وصلك فهذه أيضا مبادلة وعميلة تجارية وليست أخلاقا، إن الأخلاق تتمثل وتتجلى عندما يكون للطرف الثاني حق عليك بل يكون ضد الحق، وهذا الذي عبر عنه الإمام (علي بن الحسين) في دعاء (مكارم الأخلاق) "اللهم وسددني لأن اعارض من غشني بالنصح، واجزي من هجرني بالبر، واثيب من حرمني بالبذل، واكافي من قاطعني بالصلة، واخالف من اغتابني إلى حسن الذكر". هذه هي الأخلاق غير التجارية وهي أن تعطي في الوقت الذي يمنعك الآخر. والآن نأتي للجائزة، فما هي جائزتك إذا كنت عافيا عن الناس، تعفو عن زوجتك إذا أخطأت وتعفو عن ولدك أو عن جارك وعن صديقك إذا أخطأوا، ما هي الجائزة المعدة لك من قبل الله؟ لقد جاء في الحديث أنه: إذا أوقف العباد نادى مناد ليقم من أجره على الله وليدخل الجنة. قيل من الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس، ألم تسمعوا قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله). العفو عز: ربما يتصور بعض الناس أن العفو يمثل ذلا وإن الإنسان الذي يعفو، ضعيف في موقفه جبان ذليل والناس يلومونه بقولهم أنت لم تأخذ حقك ضربك فلان فلم تضربه وشتمك فلم تشتمه، فيما يقول الحديث: "عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله". المسألة إذن هي أن الله سبحانه وتعالى يعطيك عزا من عنده ونحن نعرف أن العز ليس من الناس (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) [سورة آل عمران/ 26]. وعلى هذا الأساس ينبغي لنا أن ننطلق لنربي أنفسنا على هذا الخلق الإنساني الذي يفتح قلوب الناس، عليك بدلا من أن تغلقها عنك، والذي يمكن أن يحل المشكلة بدلا من أن يعقدها. قال رسول الله (ص): "ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك، وأن تصل من قطعك، والإحساس إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك، وفي التباغض الحالقة لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين". نخلص من ذلك إلى أن مسألة العفو في الإسلام هي مسألة تتوازن مع مسألة الحق. الإسلام يعطيك الحق ويطلب منك أن تعفو عفو صاحب الحق عن حقه ويعدك الله بالأجر غير المحدود على عفوك. وبهذا يكون العفو في الإسلام انسانية عندما ينفتح على الناس الذين لا يضرهم العفو، كما هو حال المجرمين الذين لا يزيدهم العفو إلا إصرارا على الاعتداء والإجرام. ويبقى الإسلام في أخلاقه واقعيا يدرس الإنسان في نقاط ضعفه ونقاط قوته فيجعله يعيش التوازن بين الحق وبين العفو وهذا ما ينبغي لنا نعيشه وأن نتخلق بأخلاق الله (إن الله كان عفوا قديرا). | |
|