THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: ما هي مبادئ المساعدة التي يمكن تقديمها للمراهق؟ الإثنين فبراير 02, 2009 11:49 am | |
| ما هي مبادئ المساعدة التي يمكن تقديمها للمراهق؟ ما من أحد يشك في نوايا الأهل الطيبة في علاقاتهم مع أولادهم. إن كل أب وكل أم يريدان رؤية أولادهما سعداء يتمتعون بصحة نفسية وعقلية جيدة. ويعيشون في جو من الطمأنينة والأمن. ولكن جهودهما في تحقيق هذه الأهداف لا تنال أحيانا إلا الخيبة والمعارضة. إن المراهقين يعملون لكي يبرهنوا على أنهم أصبحوا راشدين وقادرين على أن يكونوا مستقلين دون حاجة إلى مساعدة الآخرين. إذ إنهم يعتبرون كل مساعدة من الآخر تدخلا في شؤونهم، فهم ينشدون الاستقلالية المطلقة وكل من يضع عوائق أمام تحقيق ذلك ينظر إليه كعدو أو كخصم. فالأهل أمام مأزق حقيقي: إذ كيف يمكنهم مساعدة مراهقيهم إذا كانت المساعدة غير مقبولة؟ وكيف يمكن التواصل معهم إذا كانت كل التفاتة منهم تعتبر إهانة؟ وما هي الشروط التي تضمن إمكانية التعايش بين الأهل والمراهقين؟. يلجأ الأهل عادة إلى مواقف عنيفة تجاه تصرفات أبنائهم، فيحاولون أولا الشدة فإذا لم تنجح انتقلوا إلى أسلوب اللطافة، وإذا فشلوا يميلون إلى التوعية والوعظ. وإذا لم تنجح هذه الوسائل عمدوا إلى أسلوب النقد والسخرية والرجوع إلى التهديد والعقاب. ولكن هذه الأساليب تعتمد أسلوب المجابهة والعدوانية التي يقابلها المراهق بعدوانية مماثلة. إن مجابهة معارضة وثورة المراهق تفترض بعض الشروط التي تعتمد على معرفة حقيقة المراهقة وفهم عواملها وديناميتها. لا بد أولا من معرفة أنها مرحلة الهيجان والتوتر ومرحلة الثورة ضد السلطة في مظاهرها المختلفة وضد التقاليد والأعراف. إن هذه المعرفة تدفعنا إلى القبول بالمراهق كما هو. ولا بد أيضا من معرفة أن المراهقة هي مرحلة الصراعات الداخلية والتأرجح في المواقف والمشاعر. فيجب أن ندرك أن المراهق هو في مرحلة النمو والتطور، وأن تصرفاته هي انعكاس لطبيعة هذه المرحلة. فحقيقة المراهقة أنها تحول من حال إلى حال أخرى ومرحلة الانتقال من الطفولة إلى مرحلة تشكل الشخصية، والتخلص من علائق المراحل السابقة التي كانت تربطه بالأهل، وإقامة علاقات جديدة مع أترابه لكي يتوصل في النهاية إلى هويته الذاتية. ولا بد ثانيا من معرفة أن المراهق واقع في مأزم مع نفسه ومع العالم، فهو واقع تحت ضغط مشكلات لا يستطيع أن يجد لها حلولا أو إجابات: مشكلة الوجود والحياة والموت. والمراهق يظن أن المخاوف وأنواع القلق التي تنتابه، هي مخاوف يشعر بها وحده ولا يدرك أن الناس جميعا يشاركون في هذا القلق وهذا الشك. ولا بد أخيرا من معرفة أن المراهق هو في مرحلة التفتيش عن هويته فهو قلق على ذاته وغير متأكد مما يريد أن يكون عليه، وهو يعارض ويثور لا حبا بالمعارضة والثورة، بل لكي يحقق ذاتيته واستقلاليته. إن المعرفة بهذه الأمور تدفعنا إلى اتخاذ مواقف المساعدة فالسؤال الذي يطرح: ما هي مبادئ هذه المساعدة التي يمكننا تقديمها للمراهق؟. أولا: القبول بقلقه لأن المراهقة إذا أدركنا حقيقتها لا يمكن أن تكون مرحلة سعيدة بشكل مستمر. إن المراهق يمر بفترات من الشك والألم واليأس، لأن مرحلة المراهقة هي مرحلة التطلعات الكونية والأهواء الخفية ومرحلة التيقظ على المشكلات الاجتماعية والمعاناة الداخلية وهي أيضا مرحلة التناقضات وثنائية المواقف والمشاعر. إن مساعدة المراهق واجب حتمي والمساعدة أمر يتعلق بالتجربة والممارسة أكثر مما يتعلق بالكلام. فالأهل يمكنهم مساعدة مراهقيهم بقبول هيجانهم وباحترام حاجاتهم إلى العزلة وبتقبل ثورتهم. والمهم أن لا نحاول أن نظهر أننا نفهم ونعرف كل شيء عن حياته، لأن المراهق يعتبر أن انفعالاته هي انفعالات فريدة ومتمايزة. وعلينا أن نميز بين التقبل والقبول، والتقبل والعقاب، إذ علينا أن نسامح كثيرا ونعاقب قليلا. ولا ينبغي أن يكون سلوكنا تجاههم سلوكا ضاغطا، لأن كثيرا من الراشدين يميلون إلى تحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه من خلال أبنائهم. وينشدون الكمال منهم فيتوقفون عند كل صغيرة مدعين أنهم يعملون لصالحهم. إن مثل هذه العلاقة تجعل من المستحيل التواصل بين الأهل والمراهقين. وقد يثير هذا الموقف المقاومة ويدفع إلى رفض كل محاولة للإصلاح. فمساعدتنا في حال ارتكاب الخطأ أو الاصطدام بصعوبة ما هي في تقديم الفرص للإكثار من التجارب التي تساعد على تشكل الطبع وبناء الشخصية، فهدفنا الأساسي يجب ان يكون منحه الرغبة والإرادة في أن يقدم بحسب قدرته. ولا ينبغي أن نتوجه إليه بالإهانة المقصودة أو غير المقصودة. إن أهم ما يستثير المراهق هو تذكيره بالمرحلة التي كان فيها صغيرا، فهو يريد أن يضع مسافة بينه وبين طفولته ويرغب في أن ينظر إليه وأن يعامل كراشد. فالأهل والكبار عليهم مسؤولية القبول برغبته هذه، ومعاملتهم له يجب أن تمثل ما يلائم الكائن الراشد وليس الطفل الصغير. والمراهقون متعطشون إلى ااستقلالية، فبقدر ما يعطى لهم من إمكانية التصرف بمفردهم، بقدر ما تنخفض عدوانيتهم، لأن الاتكالية في مرحلة المراهقة تنعكس سلوكا عدوانيا. فالمراهق مدفوع إلى مقاومة رغبة الأهل في التدخل في كل أموره. فاحتراما لشخصيته وكلما كان ذلك ممكنا يجب أن نمكنه من أن يقوم هو نفسه بالاختبارات الملائمة وأن يستخدم قواه الذاتية. فالمراهق في تحفزه إلى الاستقلالية يرغب في أن يشق طريقة بنفسه من خلال مجابهة الأزمات التي تعترضه فعاطفتنا الصامتة هي أفضل مساعدة نقدمها له، لأن نصائحنا سترفض ونوايانا الطيبة لن تكون مقبولة. فالأهل والكبار المدركون المتفهمون لمشكلات المراهقة يقدمون للمراهقين أفضل الخدمات إذا كانوا يعرفون كيف يكونون متأهبين في وضعية الانتظار والتوقع. | |
|