THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: هل يمكن رفع مستوى الذكاء بواسطة غذاء معين؟ الإثنين فبراير 02, 2009 11:48 am | |
| هل يمكن رفع مستوى الذكاء بواسطة غذاء معين؟ هل هناك أطعمة أو مواد غذائية معينة تجعل بعض الناس أذكى من الآخرين؟ الواقع أن هذه التساؤلات قديمة يختلط فيها الموروث الشعبي بالبحث العلمي. فـ "العقل السليم في الجسم السليم"، كما تقول الحكمة العربية، أو كما يقول المثل الألماني "الإنسان هو ما يأكله". Man ist was man isst، وتشير بعض الدراسات إلى أن بعض المواد الغذائية، وخاصة الفيتامينات والمعادن لها علاقة بالذكاء، ويؤدي تناولها إلى رفع مستوى الذكاء. وقد أستعرض عالم النفس البريطاني الشهير هانز إيزنك وزميلة شوينثالر الأدلة المتاحة حول هذا الموضوع في فصل كتباه عام 1997 وخلصا من خلاله إلى الاستنتاجات التالية: 1- يؤدي المستوى المنخفض من الفيتامينات والمعادن في الدم إلى انخفاض مستوى ذكاء الطفل عن المستوى المتوقع له. 2- يؤدي إمداد الطفل بالفيتامينات والمعادن إلى زيادة نسبة الذكاء السائل أو غير اللفظي لدى الطفل، ولكنه لا يؤثر في الذكاء المتبلور. 3- يزداد الأثر الإيجابي للفيتامينات والمعادن على ذكاء الطفل كلما كان أصغر0 سنا، ويقل كلما تقدم في العمر، فأفضل تأثير يمكن الحصول عليه بالنسبة إلى حديثي الولادة والأطفال ولكن لا يوجد تأثير لتغيير نمط الطعام بعد سن المراهقة. 4- تؤدي الفيتامينات والمعادن إلى تأثير إيجابي في ذكاء الأطفال فقط بالنسبة إلى الأطفال الذين يعانون نقصا فيها، فلا تأثير لهذه المواد الغذائية على الأطفال العاديين الذين يحصلون على القدر الكافي منها. 5- يبدو أن نقص الفيتامينات أكثر خطورة على ذكاء الطفل من نقص المعادن باستثناء معدني الماغنسيوم والحديد. 6- يؤدي إمداد ما يقارب من 20% من الأطفال بالمزيد من المواد الغذائية الملائمة إلى زيادة نسبة ذكائهم بمقدار 9 نقاط في المتوسط بالمقارنة بالمجموعات الضابطة من الأطفال الذين لا تتوافر لهم هذه المواد الغذائية. 7- تزداد نسبة الأطفال الذين يستفيدون من الفيتامينات والمعادن لزيادة نسبة ذكائهم في المدن الفقيرة والمناطق المحرومة. 8- تبلغ متوسط زيادة نسبة الذكاء لدى الأطفال كنتيجة لتناول مزيد من الفيتامينات والمعادن حوالي 3,5 نقطة فقط، ويرجع ذلك إلى أن الأغلبية من هؤلاء الأطفال، وهم الذين يحصلون على غذاء متوازن لا يحتاجون إلى هذه الزيادة ولا تؤثر فيهم تأثيرا إيجابيا (وإن كان ذلك لا ينفي بطبيعة الحال الأثر الإيجابي المرتفع لهذه المواد الغذائية على ذكاء الأطفال الذين يحصلون على مقادير منخفضة منها). 9- تستمر التأثيرات الإيجابية لتقديم المزيد من الفيتامينات والمعادن في ذكاء الأطفال الذين يحتاجون إليها لمدة عام على الأقل أو ربما أكثر. وهكذا تشير هذه النتائج بوجه عام إلى أن الغذاء ضروري للشخص للوصول إلى مستوى الذكاء الذي تؤهله له إمكاناته الوراثية، ولكنه غير كاف لزيادة نسبة ذكاء شخص يحصل على الحد الأدنى من المواد الغذائية الكافية. وبعبارة أخرى، فالفيتامينات والمعادن تساعد على رفع نسب الذكاء أولئك الذين لا يحصلون على حاجتهم منها، ولكنها غير مفيدة لزيادة ذكاء الذين يعيشون على نظام غذاء صحي يفي بمتطلباتهم. وتؤكد إلينا غريغورينكو هذه الاستنتاجات في مراجعة أحدث لموضوع العلاقة بين الذكاء والطعام، وتشير بالإضافة إلى ذلك إلى صعوبات منهجية تحول دون الوصول إلى استنتاجات قاطعة في هذا النوع من الدراسات. ومن هذه الصعوبات صعوبة التفرقة بين الحرمان الشديد من المواد الغذائية المهمة للذكاء والحرمان المعتدل منها. وكذلك يصعب الفصل بين تأثير سوء التغذية على وجه الخصوص وبين تأثيره كأحد جوانب انخفاض المستوى الاقتصادي الاجتماعي الذي يشمل بالإضافة إلى سوء التغذية الفقر وانخفاض مستوى التعليم وله تأثير سلبي كذلك على مستوى الذكاء. كذلك أشارت غريغورينكو في مراجعتها المشار إليها آنفا إلى نوع خاص من الحرمان من المواد الغذائية، وهو عدم تناول وجبة الإفطار، حيث تشير الأبحاث إلى أن عدم تناول هذه الوجبة له تأثير سلبي في قدرات التفكير والذاكرة، ولكنه تأثير يقتصر على الأطفال في الأعمار الصغيرة. وفي النهاية تعاني بحوث العلاقة بين الذكاء والطعام من مشكلة جميع البحوث الارتباطية، وهي مشكلة صعوبة تحديد السبب والنتيجة، إذ تشير غريغورينكو إلى كون هذه العلاقة علاقة دائرية recursive، إذ قد يؤدي نمط غذائي معين إلى التاثير في مستوى الذكاء، في حين قد يؤدي مستوى الذكاء من جهة أخرى إلى التأثير في نمط الغذاء الذي يتبعه الفرد. ومن جهة أخرى فإن البحث في دور الغذاء في الذكاء يستثير قضايا أخرى تستحق الدراسة، كما يشير إيزنك وشوينثالر، مثل قضية اختيار الطعام، وهل نولد مزودين باستعداد وراثي لتفضيل أطعمة معينة؟ ومثل أثر الحرمان المؤقت من الطعام كما في الصيام وكيفية تأثيره في الذكاء. ويمكن القول في النهاية إن قضية علاقة الذكاء بالغذاء تمثل قضية مهمة، خاصة بالنسبة إلى شعوب العالم الثالث، حيث يشيع نقص الغذاء وما يترتب عليه من عواقب بالنسبة إلى نسب ذكاء الأفراد في هذه الشعوب، الأمر الذي ينعكس على أمنها ومستقبلها، ولو على المدى البعيد. | |
|