THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: أهمية مرحلة المراهقة..في معارج النمو الخميس يناير 22, 2009 11:40 am | |
| أهمية مرحلة المراهقة..في معارج النمو د. عبدالأمير شمس الدين يعتبر البعض أن مرحلة المراهقة من أهم مراحل الطفولة على الاطلاق. ولا يعني أن مراحل النمو السابقة ليست على درجة من الأهمية، إذ سبق وذكرنا إن كل مرحلة من مراحل النمو هي تهيئة لما سيليها، وبالتالي كل مرحلة تقوم وتستند على ما سبقها. من هنا جاءت العناية بكل مرحلة (الحضانة، الطفولة الأولى والطفولة المتأخرة) وكأنها هي الهامة والأهم من سواها. أما عن أهمية فترة المراهقة في معارج النمو فيرجها الباحثون إلى التالي: أولا: تحضير المراهق/ المراهقة في والتهيئة للانتقال مباشرة إلى مرحلة الرشد، وإلى مجتمع الراشدين، حيث سينخرط في المجتمع ويمارس حقوقه وواجباته كعضو كامل العضوية فيه، وذاكرته لا تزال مثقلة بذكريات وانطباعات الطفولة وآخرها ذكريات المراهقة، ذكريات وانطباعات عن ذاته، وعن الآخرين، وعن رأي الآخرين فيه. أنه أرث (Patrimoine) منقول معه، سيعيشه ويمارسة بسلبياته وإيجابياته في مجتمع الراشدين. ثانيا: إن المواجهات التي تحصل عادة في المجتمع، بين المراهقين والراشدين، وهي الأبرز وما يحملونه من عادات سلبية وسلوك يميل إلى الجنوح والانحراف (التدخين، تعاطي المخدرات، عصابات السطو والاعتداء...) نتيجة الظروف النفسية والاجتماعية، الاقتصادية والتربوية التي سبق وعاشوها، كل هذا سينقلوه إلى قلب مجتمعاتهم بعد أن كانت تعيش وتتفاعل على هامشه وبمنأى عن السلطة والمراقبة. ثالثا: مراهق اليوم هو من سيكون راشد الغد، ومراهقو اليوم سيكونون رواد المجتمع وقادته غدا، مع كل ما يحملونه من إرث وميراث جمعوه طيلة 18 عاما، بلورته وحددت معالمه واتجاهاته فترة المراهقة. وهم الآن على قاب قوسين أو أدنى من الاستقلالية بشخصيتهم ليقطفوا ويقطف المجتمع معهم ما سبق وغرسه فيهم ومن خلاله من قيم واتجاهات ومقتنيات. على الراشدين والحالة هذه أن يسألوا أنفسهم دوما ماذا قدموا ويقدمون لهذه الفئة من "هرم الأعمار" التي تشكل عادة ما لا يقل عن 20% من المجتمع. باعتراف علماء النفس والتربية اليوم أن المراهقة لم تنل حقها من العناية والدراسة العلمية والموضوعية التي تستحق، ما نالته المراحل السابقة من الطفولة. خاصة الطفولة الأولى (1-3 سنوات). لتكون استجابات المجتمع لهذه المرحلة- بدءا بالأسرة مرورا بالمدرسة الجامعة وصولا إلى المجتمع بكامله- بما يتناسب مع طبيعتها وحاجياتها وأهميتها بل وخطورتها. إن الدراسات والموضوعات التي تناولت المراهقة لا تخرج عن كونها دراسات وصفية بمنهجية وصفية (Methode descriptive) وبلغة وصفية تتناول المراهق/ المراهقة من الخارج. دراسات بدأت تظهر منذ منتصف هذا القرن وبعد الحرب العالمية الثانية (1948) بالتحديد، حيث بدأت تتسلط الأضواء على هذه المرحلة من نمو الناشىء، بعد أن أخذت المجتمعات تعاني من مخلفات الحرب في عقول ونفوس الناشئة الذين اقتحموا المجتمعات الأوروبية وغزوها. فظهرت المراهقة في هذه الدراسات وكأنها في قفص الاتهام، دون أن يسمح لها بالدفاع عن نفسها. فجاءت هذه الدراسات بلغة وبتعبيرات انشائية مشوشة، وبالرغم من جزئيتها Portionelle ومحدوديتها في مكانها وزمانها في بيئاتها ومجتمعاتها، جاءت هذه الدراسات للتعميم ويتم تناقلها كمبادىء وقوانين وحقائق مطلقة تنطبق على كل مكان وزمان وكل مجتمع وكل مراهق. ويتداولها الآخرون ويفصلون منها أثوابا على "قياس" مراهقيهم وأوصافهم بلغة تناسب لغاتهم. وها هو Choynwski يصف تلك الدراسات بقوله: "إن لوحة المراهقة كما تدرس عند علماء النفس وعلماء الاجتماع المعاصرين هي غنية ومتغيرة، ملونة وفاتنة، لكنها مملوءة بالتعارض وبالتعميمات المتهورة كما هي طبيعة المراهقين أنفسهم". أما "دبس" Debees بعد استعراضه لتلك الدراسات والبحوث يخلص إلى المعادلة التالية: "إن ما هو وراثي عند المراهق ينزع نحو ما هو مبهم وإشكالي". ويتعرض هذا الباحث لمشكلة قائمة في "علم نفس المراهقة" ذاته، أي "أزمة المراهقة" كما اعتاد الباحثون أولئك تقديمها. وينتهي إلى القول: "أن الحاجة اليوم ماسة إلى دراسات في "شخصية المراهق" (La Personalite De Ladolescent) متهما علما النفس والاجتماع والتربية بإصرارهم على ابقاء المراهق والمراهقة سجينة (رهينة) دراسات تعود إلى النصف الأول من هذا القرن. وكأنهم يخافون من المجازفة بما بلغه السلف، ويتمسكون به على أنه الحقيقة الأزلية رافضين المجازفة فيه والتخلي عنه. والآن كيف صور الباحثون المراهقة، وكيف قدموا لنا هذه المرحلة من نمو الناشىء. لتتناقلها من بعدهم الأقلام والأهل، المعلمون والمربون، والراشدون عموما. أ- إنها فترة "عواصف" و"توتر" و"شدة"، بهذا وصفها ستانلي هول ويطلق عليها مرة أخرى مرحلة "الميلاد". ب- مجموعة من "التناقضات" هكذا رأي فيها كرندر (1969). جـ- مرحلة "ضياع للمرء" لا يجد المراهق نفسه إلا إذا بلغ مرحلة النضج وسن الرشد. د- لا تعدو "مرحلة المراهقة" عن مصطلح وصفي للدلالة على المرحلة النهائية المتوسطة بين الطفولة والرشد "وأن أهمية هذه المرحلة تنبع من إعداد الناشىء كي يصبح مواطنا يتحمل مسؤولية الاشتراك في المجتمع. هـ- إنها مرحلة "الفطام النفسي" نتيجة الطفرات والتغيرات الجسدية، وبحث عن الذات وسرعة في النمو العقلي، وصعوبة في التكليف الاجتماعي والانفعالي. و- المراهقة عبارة عن "ضغوط اجتماعية"، وخيارات مصيرية أمام المراهق وأحلام مستقبلية واختلاط في المعايير والمفاهيم. ز- هي "النقلة من الميل إلى نفس الجنس Hetesexuelle إلى الميل نحو الجنس الآخر Homosexeuelle على أن هذه النقلة تتم خلال أطوار يمر به المراهق هي: من نفس الجنس في اطار الجماعة أو الزمرة La Ponde إلى الفردية من نفس الجنس، إلى طور التعدد وأخيرا فالمثالية. وهكذا كم تبدو هي غنية وثرية هذه "المراهقة"، عند كل دراس أو باحث نجد لها صفة أو سمة يعبر عنها بلغة بليغة ومثيرة. هي "أزمة"، هي مرحلة "صراعات داخلية وخارجية"، هي ولادة جديدة، هي "غربة" هي "ضياع" والبحث عن الذات، "هي مرحلة" "الأحلام والأوهام" مرحلة " التفجرات الجنسية" وهكذا في عبارات لا تنتهي وبلغات مختلفة. وإن كانت هذه "الصفات" جاءت لتعبر عن رأي أصحابها فهي ستكون بالتالي لسان حال "الراشدين" ويتناقلوها لتعبر عن مفهومهم للمراهقة وللمراهقين ومن خلالها سيتعاملون مع كل مراهق ومراهقة وفي كل مكان وزمان، إنها بؤرة من "الإسقاطات" الفردية والاجتماعية على هذه الشريحة من المجتمع. وإلى أن تستقيم الأمور، وتقدم البحوث والدراسات العلمية والمتخصصة "لشخصية المراهق" في مكانه وزمانه، في مجتمعه وبيئته، بالمنهجية العلمية المتحركة والديناميكية التي تتناسب طبيعة هذه الشخصية نفسها، وليس بالطرق الساكنة Statistique كما هو الحال في الدراسات الراهنة، إلى ذلك الحين ما لنا إلا أن ننقل مع الناقلين آراء ونتائج بحوث ودراسات الأخرين التي أصبحت شائعة ومتداولة ومحافظ عليها "ومحفوظة" عن المراهقة والمراهقين. المصدر: الموضوعات في علم النفس التربوية. | |
|