THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: كيف يمكننا أن نحسن مقدرتنا على الإصغاء؟ الخميس يناير 22, 2009 11:35 am | |
| كيف يمكننا أن نحسن مقدرتنا على الإصغاء؟ الجواب باتباع الخطوات التالية: 1- إصغ بكليتك. النقر بالأصابع وهز الرجلين مقبولان إذا كنت تصغي إلى صوت حفيف الشجر. أما إذا كنت تصغي إلى شخص آخر فذلك غير مقبول، إذا لا شيء يسيئ إلى كبريائه كسلوكك هذا. وإذا كان محدثك زوجا أو رئيسا أو زبونا فلا شيء يساوي إساءة ذلك إليك أنت. لذلك حاول أن تنسى جميع الملهيات التي تضج في الغرفة أو موعدك مع طبيب الأسنان. أظهر إصغاءك الكلي بنظرة مباشرة إلى محدثك أو بإيماءة مشجعة من رأسك أو بإشارة من يدك تحثه على متابعة حديثه. حتى طريقة جلوسك، إذا كنت منتبها ومرتاحا..، تدل على اهتمامك كأنك تعبر عنه بالكلمات. 2- افسح المجال لغيرك. إذا كنت في مجتمع وجاء دورك في الحديث، لا تشعر بأن من واجبك التمسك به، بل افسح المجال لسواك. يظن كثيرون أن النجاح في الحياة الاجتماعية يتوقف مقدرتنا على الصمود في المحادثة. لقد روت لي زوجة موظف في السلك الديبلوماسي الساعات المؤلمة التي قضتها في الحياة الاجتماعية في بداية ممارسة زوجها مهنته: قالت: "كنت فتاة من بلدة صغيرة، ووجدت نفسي للمرة الأولى في غرفة ملأى بأشخاص ماهرين في فن المحادثة جاؤوا من أنحاء العالم. وكنت أجهد نفسي في البحث عن موضوع أتحدث عنه، بدلا من الإصغاء إلى ما كان يقوله هؤلاء الأشخاص". وأخيرا، في إحدى الأمسيات، أفضت تلك السيدة بمشكلتها إلى ديبلوماسي كبير، وكان هادئا ومحبوبا جدا. فقال لها: "لقد اكتشفت منذ زمن طويل أن كل محدث يحتاج إلى شخص يصغي إليه. صدقيني إذا ما قلت لك إن الذي يحسن الإصغاء هو شخص نادر ومرغوب فيه جدا في الحفلات الاجتماعية، كالمياه العذبة وسط الصحراء". 3- شجع الطرف الآخر على الحديث. ساعد الشخص الآخر على الانطلاق في الكلام بإبدائك ملاحظات قصيرة، أو بطرحك بعض الأسئلة التي تظهر أنك مصغ إلى ما يقول، وأن تكون ملاحظاتك من نوع: "صحيح" "وبعد ذلك"؟ إن التحدث إلى شخص لا يتجاوب معك هو كالصياع في هاتف معطل، فإنك تشعر حالا بسخافة الموقف وتترك الهاتف. لنفرض أنك تتناول طعام الغداء مع صديق قديم يخبرك أن شجارا نشب بينه وبين زوجته، وأنه لم ينم كثيرا خلال الأسبوع. وإذا كنت، كالتكثيرين منا، تخاف التدخل في شؤون الآخرين فقد تقول له: "لكل زواج عثرات عابرة"، ثم تبدل الحديث بقولك: "ما الذي طلبته؟ السمك أو اللحم المشوي؟". إنك بذلك تخبره بطريقة غير مباشرة أنه من الأفضل أن يحتفظ بمشاكله لنفسه. ولكن لنفرض أنك اتخذت موقفا إيجابيا وقلت له: "إني لا أستغرب أرقك، ولا بد من أنك تألمت كثيرا من هذا الوضع". إنك بذلك تعطي صديقك فرصة للتعبيير عن مشاعره المكبوتة، ولا شك في أنه سيشعر بالارتياح. قليلون جدا أولئك الذين يعتمدون على أنفسهم إلى حد أنهم لا يشعرون أحيانا بحاجة إلى الإعراب عن مشاكلهم لصديق يجيد الإصغاء. 4- حاول أن تفهم مضمون الكلام. من السهل أن نسمع الكلمات فقط وتفوتنا الفكرة الحيقيقة وراءها، حتى وإن نكن نصغي إلى أشخاص نحبهم كثيرا. قد يشن أحدهم هجوما غاضبا بقوله: "ما الذي تعنيه؟ هل بك حاجة إلى المال؟ كل ما تعرفه هذه العائلة هو التبذير!" كلام قد لا يكون له أي علاقة بتبذير العائلة للمال، فما هي الفكرة الحقيقية إذا؟ "لقد أمضيت يوما مزعجا في عملي اليوم، وإني على وشك الانفجار!". إذا كنت تجيد الإصغاء، فإنك تفهم شعور الألم والخيبة وراء ذلك الانتقاد. وبعد هدوء العاصفة أن توجه بضع كلمات تظهر اهتمامك بمحدثك، كقولك مثلا: "إنك تبدو تعبا، هل كان يومك مجهدا؟".. هذا الكلام قد يساعد الشخص الآخر على التنفيس بطريقة أكثر إيجابية عن مشاعره المؤلمة. إن الوضع الذي كان على وشك أن يصبح خصاما مرا ينقلب مشاركة هادئة تعزز الزواج. 5- إصغ من دون أن تدين الشخص الآخر. جميعنا نتحمس لوضع مقاييس للصواب والخطأ ونصدر أحكاما على الآخرين. لكننا بإدانتنا لهم بدلا من الإصغاء إليهم نقطع خطوط الاتصال معهم. تقول طبيبة نفسية إنه من الضروري أن تظهر للآخرين أنك تهتم بهم وتتقبلهم حتى وإن لم توافق على سلوكهم. الإصغاء يجعلهم يدركون ذلك. فعندما يعود مراهق إلى بيته في الثالثة صباحا يصعب على أهله أن يتذكروا أهمية الإصغاء إليه. بل النزوة تدفعهم إلى الصياع في وجهه: "لا أريد أن أسمع ما حدث!" هذا الموقف لا يخرب العلاقات فحسب، بل يحدث أمرا أخطر من ذلك كثيرا. فهو يضعف ثقة المراهق بنفسه. لا بأس في أن تعلمه سلوكه عليك كأن تقول له: "لقد قلقنا عليك كثيرا". ولكن اسمح له في الوقت نفسه أن يخبرك بالأمر من وجهة نظره هو. الأطباء النفسانيون يحذرون من أن إعادة الثقة بالنفس إلى الأشخاص الذين نشأوا في بيت لا يصغي فيه الوالدان على الإطلاق، أمر يتطلب في الغالب معالجة نفسانية لسنوات عدة. جميعنا نشعر بحاجة ملحة إلى أن يصغى الآخرون إلينا، وعيادة الأطباء النفسانيين ملأى بأشخاص محتاجين إلى من يصغي إليهم ليس أكثر. وفي معظم الأحيان، تنقطع الاتصالات الإنسانية لعدم وجود المصغين ولكثرة المتكلمين. يقول مستشار في الشؤون العائلية حقق رقما قياسيا في تسوية العلاقات المنقطعة: "إني في الواقع لا أعمل كثيرا لإعادة الأمور إلى مجاريها بين أفراد العائلة، وجل ما أفعله هو أن أهيئ الفرصة لكل منهم لكي يتكلم بدوره بينما يصغي الآخرون من دون مقاطعته. وغالبا ما تكون تلك المرة الأولى، خلال سنوات، التي أمكنهم الإصغاء بعضهم إلى بعض". حقا إن الإصغاء فعل اهتمام غير أناني، يسمح لنا الدخول إلى دائرة الصداقة والدفء الإنساني. ولذلك فقد قال ربنا تعالى: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه). | |
|