THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الموسيقى العالمية..وعولمة الصوت الخميس يناير 22, 2009 11:33 am | |
| الموسيقى العالمية..وعولمة الصوت إذا كانت الموسيقى العالمية تمثل شروط ثقافة العولمة في يومنا الحالي ومعبرا عنها، فكيف يجب علينا أن نفهم أكثر العلاقات بين مثل هذه الموسيقى و"العولمة"؟ والحالة هي بالتأكيد أن مشهد الموسيقى العالمية اليوم يتضمن عمليتين متصلتين من الاستغلال الموسيقى، فالموسيقيون "المحليون" من جهة يستغلون أساليب الموسيقى "العالمية" (مثلا الموسيقيون في مالي يستخدمون أساليب البوب الغربية ويدمجونها مع الأشكال الموسيقية "المحلية الأصلية"). والمسوسيقيون "العالميون" بدورهم من جهة أخرى، يستخدمون الأصوات "المحلية" (فموسيقيو الروك الغربيون مثلا يستلهمون موسيقى مالي)، لكن بعد هذا التعريف العملي للعمليات الموسيقية نجد أنفسنا ضمن دائرة أكثر جدلية، حيث تتأثر الأحكام التي يصدرها النقاد سواء الأكاديميون أو غير الأكاديميين حول العلاقات بين الموسيقى العالمية والعولمة، بوجهة نظرهم حول ما إذا كانت الموسيقى العالمية بالذات، وعمليات العولمة الثقافية (والاجتماعية والسياسية والاقتصادية) بشكل عام، هي ظاهرة يجب الترحيب بها أو إدانتها إلى حد ما. فيعتمد امتداح الفرد لموسيقى العالمية أو هجومه عليها على ما إذا كان الفرد يشعر بإيجابية أكثر أو بسلبية أكثر نحو تأثير عمليات العولمة في الحياة الثقافية. يركز مؤلفون معينون على السمة "العابرة للقوميات" لكل من العولمة والموسيقى العالمية، وينظر إلى الاثنين في ضوء إيجابي. وهناك تركيز في هذه "الرؤية الديموقراطية والليبرالية" على الانسياب الحر بين الموسيقات والثقافات المختلفة. وفي رأي لوسلي تعكس الموسيقى لعالمية الواقع متعدد الثقافات للمجتمعات الغربية الحديثة، بينما يرى روبينسون وآخرون، أن عمليات العولمة، مثل الهجرة، والدياسبورا، والعمليات الاقتصادية عبر الحدود... وهلم جرا، تجعل "الناس من كل مكان يدخلون في اتصال مباشر بعضهم مع بعض ومع موسيقى الآخرين"، مؤدية إلى "نظام اجتماعي جديد للموسيقى حيث لا تعود الحدود القومية تفصل بين الموسيقى والموسيقيين والجماهير". ويرى فريث أنه لم تعد هناك أصوات "نقية"، لأن "الموسيقى الشعبية في كل البلدان تتشكل هذه الأيام بفعل التأثيرات والمؤسسات الدولية، من قبل رأسمالية متعددة القوميات والتكنولوجيا، وبمعايير وقيم البوب العالمية". كما يرى أنه ينتج من هذا ميل كبير نحو ثورة موسيقية مستمرة: "في كل مكان، وبسرعة متزايدة، فتتحدى القيم السائدة، وتنشأ أساليب جديدة، وتظهر الابتكاراتن محفزة بفعل التمدنن والهجرة، والاتصالات الدولية الجماهيرية [وهلم جرا]". لذا فإن عولمة الموسيقى لا تشير إلى "علامة من علامات موت التنوع الموسيقي في العالم" بل الحقيقة على العكس من ذلك إذ إن المرء قد يجد نفسه مدفوعا إلى القول بأن العولمة تشجع التنوع الموسيقي ولا تكبحه. ويؤكد فيرث أنه حتى الموسيقى "القومية" تمثل الآن استجابات واعية بذاتها للتهديد الواضح للتقاليد القومية من جانب العولمة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وتنظر التحليلات الإيجابية للموسيقى العالمية إلى السمة العابرة للقوميات والمميزة لصنع الموسيقى في عالم اليوم على أنها تقدم فوائد عظيمة لكل من الجماهير والموسيقيين فبالنسبة إلى الجماهير، يساعد التعاون عبر الحدود بين الموسيقيين والمنتجين على اكتشاف موسيقات جديدة يمكن أن يستمتع بها الجمهور الغربي حينها، يمكن إدهاش مثل هؤلاء المستمعين من قبل "توفيقات جريئة لم تكن متصورة أو يعتقد أنها ممكنة من قبل". أما الخوف من أن توليفات الموسيقى العالمية ستقلل "أصالة" تقاليد موسيقية معينة، فيمكن دحضه بالقول بأن عملية التهجين والتوليف كانت السمة المركزية لجل الإنتاج الموسيقي في أغلب أنحاء العالم منذ قرون عديدة. وبذا لا يمكن أن تضيع "الأصالة" لأن هذا الاحتمال ليس قائما أصلا. أما بالنسبة إلى الكتابات التي تتخذ موقفا سلبيا من الموسيقى العاليمة، فتعتبر الحجج السابقة في الغالب مجرد اعتذارات عن ممارسات شركات التسجيل الغربية. ففي رأي هؤلاء النقاد أن مصطلح "الموسيقى العالمية" هو في ذاته "المؤشر البارز اليوم على نجاح عملية تحويل التمثيل الصوتي للعالم إلى صناعة"، وهو تطور شديد الالتباس في الحقيقة. كما يرى أصحاب هذا التوجه أن "فئة الموسيقى العالمية" هي في الأعم تسمية مهذبة للموسيقى الوافدة من بلدان العالم الثالثن وهي بذلك تحاول أن تخفي علاقات القوى غير المتكافئة في ما يدعى بـ "الحوار" بين الثقافات الموسيقية المختلفة فالأمر ببساطة أن مفهوم الموسيقى العالمية ليس في الواقع سوى تاكيد لـ "ثنائية قديمة عن "الغرب" و"بقية العالم"ن ثنائية تضع كيانات شديدة التباين في سلة واحدة، داخل محلات بيع التسجيلات. فتسويق متأثر بما يسمى الحساسية الاستعمارية الجديدة التي تحتضن الآخر ظاهريا فقط أما الحد المرجعي فهو هامش الربح. وكما أن تسويق الموسيقى العالمية يخلق صورة لآخر غريب فإنه يسعى أيضا إلى تقديم نوع من الغرابة المدجنة والآمنة بالنسبة إلى الاستهلاك الغربي النتيجة هي "تعددية ثقافية مريحة للمستهلك"، تتضمن فعليا الاستخدام الاستغلالي لثقافات الأقليات المضطهدة "لتغذية وإثراء الأساس القوي للثقافة الإنجليزية وما يدور في فلكها" المصدر: عالم المعرفة | |
|