THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: مـاهية.. الذكاء الإنساني الخميس يناير 08, 2009 9:33 pm | |
| مـاهية.. الذكاء الإنساني موطن الذكاء هو الدماغ الإنساني، أما قدرته المتنوعة فهي عبارة عن سيالات عصبية حيوية وميضية تتكون في خلية أو مجموعة منها أو أكثر، وتنتقل بسرعة لا تتعدى أجزاء محدودة من الثانية من مصادرها الخلوية إلى أعضاء الجسم المختلفة المعنية عادة بالسلوك المطلوب. والذكاء، مفهوما، ومصطلحا، وليد الإدراك ومؤشر سلوكي له. وما الإدراك الصحيح للحوادث والأشياء المنتج عادة لردود فعل سلوكية صالحة للواقع سوى الذكاء بعينه، وإننا منهما يكن لا نتصور أبدا وجود ذكاء إنساني دون أن نفهم ضمنيا أن وجود الإدراك به، مفهوما ووسيلة. وكما أن الدماغ يجسد وعاء الذكاء وموطنه، فإن الذكاء بدوره هو القوة الفاعلة للتعلم وللنجاح في تحقيق الآمال والرغبات الفردية والاجتماعية الجماعية، فبدونه يكون الفرد أحمق عالة على نفسه وعلى مجتمعه، قاصرا في قدرته على تعلم ما يحتاجه نموه، ويرعي دوره الشخصي والعملي. أما تدنيه فيؤدي إلى تعلم غير كاف، وبالتالي لا ستجابات سلوكية غير مجدية حينا وضارة أحيانا أخرى. ولقد اختلفت مفاهيم الذكاء باختلاف المربين والمختصين فمنهم من يراه القدرة على حل المشكلات، وفهم المبادئ، وإنتاج الفكر التأملي، والقدرة على التعلم. ومن ناحية أخرى الذكاء قدرة على إدراك المطلوب، ثم إعطاء الاستجابة المناسبة في أقصر وقت ممكن. ومن هنا الافتراض بأنه كلما كان الإدراك كافيا، والاستجابة صحيحة فعالة، والوقت المستغرق لحدوثهما قصيرا، كلما كان الفرد مرتفعا في ذكائه ومجالات الإدراك الذكي يمكن أن تكون معرفية أو عاطفية أو اجتماعية أو حركية. ولا يحدث الذكاء فجأة لدى الفرد، بل يتطور معه تدريجيا من حيث النوع والكم بتطور الدماغ ونموه؛ فبينما يبدأ الذكاء من مولد الطفل بصيغة إدراك واستجابة حركية انعكاسية مثل المص والنظر أو التحديق ومد اليد وقبض الأشياء، فإنه يرتقي بصيغته الإدراكية والحركية واللفظية خلال تدرج عمر الطفل حتى يصل إلى التجريد بعد سن الثانية عشرة وما فوق من العمر. ومن هنا فإن الطفل بعمر ثلاثة أشهر القادر على اللعب بدمية أو أداة تقدم إليه، يبدو ذكاؤه مقبولا كالتلميذ الذي يستطيع حل معادلة جبرية بعمر ثلاثة عشرة عاما، لأن كلا منهما استخدم بنجاح البناء الإدراكي المتوفر لديه في الواقع أي ارتباطا مع القدرات الذكية الخاصة بعمره. إن الإدراك هو الإحساس بالشيء، ويتم الإحساس عادة بإحدى الحواس. أما الفهم فيحدث بربط محتوى الإحساس أو موضوعه بما يمتلكه الفرد بدماغه من المعلومات، فإذا كانت الخلفية المعرفية كافية لاستيعاب الشيء بتميزه أي كافية لفهمه، عندئذ يتم للفرد ما نسميه الإدراك. مثال: الإحساس بالشيء+ وعي الجهاز العصبي+ خبرات ومعارف سابقة= الإدراك. أو: نظام الاستقبال بالحواس+ نظام المعالجة العصبية للدماغ= الإدراك. والذكاء من وجهة نظر البعض هو القدرة السلوكية على التكيف مع البيئة، وبقدر ما تكون هذه القدرة صحيحة في محتواها، وسريعة في إجرائها، بقدر ما يكون الفرد ذكيا. وحتى يمتلك الفرد القدرة الذكية يتوجب إدراك الشيء أولا، ثم الإسراع في الاستجابة لمتطلباته؛ فالإدراك يمكن أن يكون هنا قاعدة أساسية مكونة لمفهوم الذكاء العلمي أو البيئي وبالتالي تتضح المعادلة: نوع الإدراك+ سرعة الاستجابة= الذكاء. ومن هنا يقوم التعلم على الإدراك والذكاء في آن واحد؛ فالإدراك الغني والذكاء المتفوق المتصل به يؤدي بالضرورة إلى تعلم فعال. مثال: إدراك+ ذكاء= تعلم سرعة الإدراك+ الذكاء= القدرة على التعلم. فالإدراك هنا مادة يعالجها الفرد خلال الذكاء، فالذكاء وسيلة إجرائية تتولى تحويل الإدراك إلى سلوك تحصيلي، ويؤدي إلى حدوث التعلم والابتكار والإبداع؛ فهناك علاقة بين المفاهيم الثلاثة التالية: إدراك+ ذكاء+ تعلم= اكتساب مهارة. ويعتبر هذا جانبا هاما من جوانب الذكاء العملي ألا وهو التكيف مع البيئة والواقع المحيط بالفرد. أما الذكاء وربط العلاقات بين المفاهيم المجردة، فهذا موضوع آخر للذكاء حيث تبدأ الرسالة المثيرة للسيالات العصبية عادة من مصدرين: البيئة الخارجية، حيث تصل منبهاتها لواحدة أو أكثر من الحواس الخمس، فتقوم خلايا الحاسة المعينة باستقبالها ثم معالجتها ونقلها على شكل رسائل حيوية وميضية لخلايا الدماغ المختصة. أو تبدأ من داخل الجسم بأعضائه المختلفة بما فيها الدماغ، حيث تبعث الخلايا الداخلية المستقبلية برسائلها العصبية مرة أخرى للدماغ ليقرر الاستجابة المناسبة. إن التفكير أو التأمل الذاتي والإحساس بالألم والجوع والعطش هي أمثلة للنوع الحالي من الرسائل العصبية. وترتبط قابلية الرسائل العصبية للانتقال من خلية إلى أخرى في الدماغ الإنساني بعوامل عدة، أهمها: عدد الخلايا المستقبلية، ثم تكرارية حدوثها، أو درجة قوتها. ومن هنا تهمل في الواقع الخلايا العصبية الدماغية والحسية والحركية من المنبهات التي تصلها. ويعتبر الإدراك والذكاء والتعلم في مجملها نتاجا للدماغ ومظاهر أساسية لوجوده، ثم لقيمته السلوكية من أجل بقاء وتقدم الإنسان ومجتمعه البشري بكامله. والدماغ بتركيبته العضوية المادية هو بدوره حصيلة انتقائية لعوامل متداخلة متنوعة لكل من الوراثة والبيئة، ثم لكيفيات وفرض تفاعلها معا. وإذا كنا نرجع المناطق الدماغية الملتزمة للوراثة في اختصاصها بأنواع محددة من الإدراك والذكاء والتعلم، إلا أنها تبدو مع الولادة هي الأخرى محدودة من الإدراك والذكاء والتعلم، إلا أنها تبدو مع الولادة هي الأخرى محدودة القدرة الوظيفية، بسيطة التركيب، تتكاثر خلاياها، وتشعب اتصالاتها بعضها ببعض حسب فعالية البيئة، وغنى خبراتها الحسية. ولم يتوقف أثر البيئة عند هذا الحد، بل تقرر بالكامل محتوى هذه المناطق الملتزمة من الإدراك والذكاء والتعلم؛ فالوراثة كما هو معروف تنقل إلى الدماغ الإنساني اختصاص المناطق الملتزمة من بصر وسمع وشم وذوق ولسم وحركة. أما أنواع الحركة مثلا وصيغها وكيفيات أدائها والمعاني المرتبطة بكل منها، هي كلها نواتج بيئية، ولما يتعلمه الفرد من خبرات مباشرة بخصوصها. ومن هنا نلاحظ بأن الأفراد في المجتمعات المختلفة يبدون للمعنى أو القيمة حركات مختلفة، بالرغم من امتلاك كل منهم لنفس المناطق الدماغية المتخصصة بالإدراك، ولنفس البوابات الحسية الموظفة لدى كل منطقة، فيما نسميه بالحواس. ويختلف الأمر نسبيا لمناطق غير الملتزمة الخاصة باللغة والتفسير والتصور والفكر، حيث يتحدد إدراكها وذكاؤها وتعلمها بالكامل نتيجة البيئة والخبرات البيئية. وإذا سلمنا جدلا بأن الخلايا الدماغية موروثة فإن قوة ومحتوى سيالاتها العصبية، وما تمثله من إدراك وذكاء وتعلم، هي نتاج مباشر للبيئة. إن الدماغ يعود بناؤه الخلوي المادي جزئيا للوراثة، وإن الإدراك والذكاء والتعلم هي في معظمها بيئية مكتسبة، والعلاقة موجودة في الطبع، إذا لا يمكننا توقع وجود وذكاء وتعلم دون توفر مسبق لأداة بشرية مفكرة تعارفنا على تسميتها بالدماغ. | |
|