THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: ماهو رد الفعل الجسدي أمام الضغط النفسي؟؟ الإثنين يناير 05, 2009 8:20 pm | |
| ماهو رد الفعل الجسدي أمام الضغط النفسي؟؟ عندما يحس الإنسان بخطر ما يتهدده، يبدأ بإفراز الأدرينالين والنورادرينالين. وهذان الهرمونان يحدثان في الجسم تغيرات ملحوظة. فتحت تأثيرهما تزداد سرعة نبض القلب ويتغير قطر الشرايين بشكل واضح، فتعيد توزيع كمية الدم على القلب والعضلات الضرورية للتحرك لمواجهة مصدر الخطر. وتصبح الأنفاس أيضا أسرع وأعمق لتزويد العضلات بكمية أكبر من الأوكسجين، فتشتد وتتوسع حدقة العين فيغدو الشخص أكثر تنبها. أما على مستوى الجلد، فتنقبض الشرايين، ويزداد إفراز العرق ويقشعر الجسم وتفرز الغدتان الكظريتان هرمونات كظرية من فئة الكورتيزول وهي ترفع معدل السكر في الدم فتؤمن بالتالي طاقة إضافية للعضلات والدماغ. إضافة إلى تلك الوظيفة، تقوم الهرمونات الكظرية بتخثير الدم بسرعة، فتحد من النزيف عند الإصابة بجرح. وتشكل أيضا مادة مضادة للتحسس والالتهابات. والدماغ هو أيضا يتكيف مع الخطر بشكل سريع. فللهرمونات الخاصة بالضغط النفسي التي تفرزها الغدد الكظرية (الواقعة فوق الكليتين) تأثير مرتد على المناطق الدماغية المعنية بإنتاج هذه الهرمونات. وفي اللحظة التي تنطلق فيها هذه الهرمونات تكون فعالة جدا، لأنها تنبه الدماغ وتجعل الجسم على أهبة الستعداد لمواجهة الخطر أو الهرب منه، تماما كما كان الإنسان القديم يواجه الخطر. أما اليوم فلم يعد الإنسان يواجه أخطار البرية. ومعظم مصادر الضغط النفسي التي يتعرض لها إنما هي نفسية، يصعب السيطرة عليها بهذه الآليات. فأمام أفكار المراهقين. المزعجة حين يمرون بأزمات، أو ركوب وسائل النقل العام في أوقات ازدحام السير، غالبا ما نعجز عن المواجهة، وكذلك عن الهرب الفعلي فنصل إلى طريق مسدود. إن الجزء الأكبر من الضغط النفسي الذي يصيب الإنسان ناجم عن هذا الطريق المسدود. فالأعتداءات الخارجية تتحول إلى انكسار مؤذ، بخاصة عندما يحفظها الدماغ ويفضلها على غير من الذكريات، في سجل الذاكرة. في الواقع، لا يقتصر عمل هرمونات الكورتيزول على إعداد الجسم لمعركة البقاء. فإن تأثيرها المرتد يؤثر على منطقة الهيبوكامب المسؤولية عن الذاكرة وضبط الانفعالات في الدماغ، فيشير إلى الأهمية البيولوجية للحدث المسبب للضغط النفسي. فيصبح الفشل غير قابل للنسيان. إن هذه الطريقة في فرز ما هو مهم وما هو غير مهم، ضروري لبقاء الإنسان؛ إذ تسمح له بأن يتعرف إلى الخطر دونما حاجة كل شيء. كما تتيح له أن يتذكر أنه لم يكن يملك إمكانيات المواجهة، في أحد المواقف. مثالا على ذلك: أثناء اجتماع عمل، يقوم صاحب مركز مهم في المؤسسة بإهانة أحد زملائه الأقل مرتبة منه في العمل؛ الضحية المعرضة للضغط النفسي تستعد فورا للمهاجمة، أي أنها تستعد لضرب المعتدي أو الخروج من الصالة وصفق الباب وراءها. لكن الذاكرة ترسل لها رسائل تحذرها من البطالة والفواتير غير المسددة والعائلة التي ينبغي أن تأكل، وتبعث لها صورا أخرى عن الحرمان الذي يمكن أن ينتج عن هذا التصرف، وعن المخاوف والمتوغلة عميقا في النفس. تشل كل تلك الرسائل غير الواعية أي حركة يمكن أن تأتي بها الضحية. يستطيع المعرض للضغط النفسي أن يفرغ طبعا فائض الأدرينالين في بعض الحركات البدلية: النقر على الطاولة، العض على القلم، هز الساقين، أو سحب نفس عميق من السيجارة. يمكنه أيضا أن يكبت حزنه أو غضبه ليفرغهما لاحقا على من هو أدنى منه رتبة أو على عائلته. لكن هذه المنافذ غالبا ما تكون غير كافية. عندها، قد تجد الضحية نفسها في وضع شبيه بوضع فأر، وقع ضحية تجربة في المختبر. | |
|