إدماج الرياضة المنتظمة في حياتنا اليومية

ترجمة: د. عقيل حسيني
لا
بد من أن نعرف أولا بأنه من غير الضروري أن نقوم بإجراء الكثير من
التمرين. المهم أن يكون التمرين منتظما. فقد بينت دراسات عديدة أن المقدار
الأدنى الذي من شأنه أن يحدث أثرا في الدماغ العاطفي هو عشرون دقيقة ثلاث
مرات في الأسبوع. فالوقت هو ما يبدو مهما، لا المسافة التي يتم اجتيازها
ولا شدة الجهد الذي يتم بذله. يكفي أن يكون الجهد مستقرا عند الحد الذي
يمكننا معه أن نواصل الكلام دون أن يكون علينا أن نغني إذ كما هي الحال مع
بعض الأدوية، يمكن للفوائد، على العكس من ذلك أن تكون متناسبة مع "مقدار"
التمرين. فبمقدار ما تكون أعراض الاكتئاب أو القلق قاسية، بمقدار ما يكون
من الضروري للتمرين أن يكون أكثر انتظاما وشدة. وعليه، فإن خمسة تمرينات
في الأسبوع أفضل من ثلاثة، وساعة واحدة من ركوب الدراجة لها حظوظ بأن تكون
ناجعة أكثر من عشرين دقيقة من المشي السريع والمستمر. إلا أن الأسوأ هو،
عندما نحاول ركوب الدراجة مثلا، أن نبدأ باللهاث ونتعب ثم نمتنع عن
المحاولة من جديد. ففي هذه الحالة، يكون المشي لمدة عشرين دقيقة أكثر
ناجعية بكثير!ينبغي أن تكون البداية هادئة وأن
تدعوا جسمكم يقوم بقيادتكم. فالهدف هو الدخول في حالة انسياب الطاقة
الطبيعي. ولتحقيق ذلك، يكفي أن نبقى عند الحد الأقصى من قدراتنا، لا أكثر
من ذلك. فالحد الأقصى من القدرات هو الباب الذي يدخلنا إلى حالة "انسياب
الطاقة الطبيعي". وعندما تزداد القدرات، وتلك هي إحدى النتائج الطبيعية
للتدريب، فإن الوقت يكون متسعا للمزيد من الركض وللمزيد من السرعة في
الركض. ومن وجهة النظر هذه، فإن الدراسات المتوفرة ليست حاسمة بخصوص الفرق
بين أشكال التمرين المسماة "aerobic"، كالركض والسباحة وركوب الدراجة
والتنس وغيرها من الرياضات التي تقودنا إلى اللهاث، وأشكال التمرين
الأخرى، كما في رياضة تنمية العضلات. وتشير مقالة طويلة نشرتها المجلة
الطبية البريطانية إلى أن شكلي التمرين ناجعان بالمستوى نفسه.
ثم إن
معظم الدراسات التي تأتي بعد ذلك تشير إلى أن التمرين الجماعي هو أكثر
ناجعية من التمرين الفردي. فالدعم والتشجيع من قبل الآخرين، بل حتى مجرد
التنافس داخل مجموعة تمارس النشاط نفسه، كل ذلك يحدث الكثير من الفرق. لا
لشيء إلا لأن ذلك يحفزنا في الأيام الماطرة، أو التي نتأخر فيها عن موعد
ما، أو عندما يكون هنالك فيلم جيد على التلفاز، وما إلى ذلك... فالأشخاص
الذين يمارسون التمرين الجماعي يلتزمون بشكل أفضل وهذا ضروري جدا من أجل
النجاح.
وأخيرا ينبغي اختيار شكل من التمرين يكون مسليا بالنسبة لكم.
فكلما كان التمرين ممتعا، كل ما كان الاستمرار به أكثر سهولة.