المراهق..بين العطالة الجنسية والعطالة الاقتصادية

المراهق..بين العطالة الجنسية والعطالة الاقتصادية
المرهق يعاني أنواعا مختلفة من العطالة أهمها العطالة الاقتصادية والعطالة الجنسية.
تنجم العطالة الاقتصادية ألتي يعانها المراهق عن رغبة "في أن يكون ذاته"
وفي أن ينسلخ عن أهله، وفي أن يهجر الطفل الصغير الذي يرعاه والده.
أما العطالة الجنسية فترمز إلى الانسلاخ الحاسم للناشيء عن أسرته وإقامته لأسرته الخاصة التي يتحمل هو مسؤوليتها.
والمسؤولية والاستقلالية باعتبارهما حجر الزاوية في نمو الناشيء، تعترضهما
قوى أخرى من طبيعة اجتماعية تعمل على كبح حركة الناشيء نحو تحقيق فرديته".
"وعادة ما يمسك الوالدان زمام قوة الكبح ويحاولان الإبقاء على الناشيء
مربوطا إلى حزامهما، الأمر الذي يعقد حياة الناشيء ويجعل من العسير عليه
اتخاذ القرار الملائم بسرعة وحزم ودون تردد، قد يشتد صراع المراهق وتزداد
حيرته بين الاستجابة لاستقلاليته الصاعدة وبين الإذعان لما اعتاده من
اتكالية طفولية، خاصة وأنه قد ألف الاتكالية لفترة طويلة واعتماد الإذعان
الهين، وهو الآن يستمتع، ولو لفترات قصيرة، بلذة الاستقلالية وما تجره له
من مشاعر الاعتزاز والثقة، فيتمزق ويصعب عليه الانطلاق مستقلا فيقعد
متألما من إذعانه لاتكالية الأمس الخاملة.
وهذا الصراع المرير بين المراهق ونفسه وبين المراهق والآخرين ينعكس على موقف الوالدين من المراهق".
"فالوالدان في موقفها من طفل الأمس وفتى اليوم يقلان حيرة وذبذبة عما
يعانيه المراهق، فهما يرتاحان لطفل الأمس ويريدان الإبقاء عليه طيعا هينا
ولكنهما في الوقت نفسه يودان أن يصير كباقي الرجال دون أن يتمرد عليهما.
وفي ضياع الوالدين وحيرتهما بين أن يصير طفل الأمس شابا أو يبقى طفلا يضيع
الولد نفسه ويقعد يلوك صراعاته المعقدة".