النشاط الجنسي..مسألة عقلية أكثر منها عاطفية

النشاط الجنسي..مسألة عقلية أكثر منها عاطفية

الغريزة الجنسية
عبارة كثيرا ما تتردد في مجتمعاتنا، سواء المتقدمة منها أو المتخلفة، وهي
تعبر عن تصرفات الأفراد جنسيا، فيقال مثلا هذا الرجل يملك غريزة جامحة،
لذا يكثر من معاشرة النساء، وأن هذه المرأة شبقة، أي أنها لا تستطيع أن
تتحكم بغرائزها الجنسية.
إن هذا الإفراط في النشاط الجنسي، إنما هو تنفيذ لأوامر صادرة من الدماغ، لذا
يمكن اعتبار هذا النشاط مسألة عقلية، أكثر منها عاطفية.
هذا ما أثبتته دراسات علمية، أجريت على دماغ الإنسان والحيوان، فتبين أن
للنشاط الجنسي بناء بيولوجي مركزه الدماغ، محصور في منطقة محددة تعرف باسم
منطقة الجنس (الهايبوثلاموس)، أو ما تحت السرير البصري.
وهي المنطقة التي تعتبرها الباحثون المسؤولة عن أي عمل جنسي يقوم به الإنسان.
وقد أوضحت الدراسة، أن العملية الجنسية تتم بأمر من منطقة في الدماغ
موجودة تحت مقدمة الرأس، وتتوقف أثناء ممارسة النشاط الجنسي، قبل أن تصل
إلى الذروة، تحت تأثير خلايا موجودة في مقدمة المخ.
الأمر الذي ساعد الإنسان على تهذيب هذا النشاط، وتنظيم سلوكياته، انطلاقا
من طاقاته العقلية، ومواكبته للتطورات الثقافية، وبذلك تطور النشاط الجنسي.
وتؤكد الدراسة، أن العاطفة التي يتمتع بها الإنسان، والتي تدفعه إلى
ممارسة الجنس موجودة في العقل، وليس بالجسد، لذلك يمكن القول، بأن الجنس
هو نتاج عمل العقل وليس الهرمونات. فالدماغ الذي يؤثر أتوماتيكيا على
النشاطات الجسمانية، هو أيضا يؤثر على الرغبة الجنسية داخل الإنسان.
كما تؤكد أن أي خلل جسماني، أو اضطراب نفسي يتعرض له الإنسان يمكن أن يؤدي
به إلى مشالكل، تحد من نشاطه الجنسي الذي يشكل الجزء الأكبر من حياة
الإنسان، لا سيما المتزوجون.
وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة المتخصصة بالمشاكل الجنسية، أن فشل
العلاقات الجنسية بين الأزواج، من أهم الأسباب المدمرة للحياة الزوجية،
وذلك ناتج عن عدم تفهم أحد الطرفين لرغبات الأخر، فالجهل العلمي الحقيقي
بالدور المصيري للأعضاء التناسلية، يدفع بكل طرف إلى اتهام الأخر
بالتقصير، ولو أدرك أحد الطرفين مشكلة الأخر، لما وجدت المعناة التي أوصلت
العلاقات الزوجية للفشلن فالعملية الجنسية ليست عملية ميكانيكية، بل هي
عملية تتم ضمن تفاصيل خاصة بها، يجب على كل شريكين تدراكها، للتعامل معها
بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى كشف غطاء الخجل عنها باعتبارها من معوقات
الاعتراف والصراحة التي تشكل الجزء الأكبر في تخطي المشكلة، والتمتع بحياة
حميمة لا معاناة فيها.
إن بلوغ اللذة الجنسية علامة من علامات نجاح العملية الجنسية، التي تتم
اتوماتيكيا، إذ أن هناك بعض الغدد التي تشترك في إفراز مواد مخاطية تتفاوت
كمياتها، وفقا للمراحل التي تمر بها التجربة الجنسية، قبل العمل، وأثنائه،
إلى أن تتم العملية، والشعور بعدها.
ومصدر هذه الإفرازات يتركز أساسا في الغدد التالية:
غدة كوبر:
وهي عبارة عن غدتين صغرتين، تتصلان بالقناة البولية في العضو التناسلي عند
القاعدة، وهي مماثلة للغدد البارثولين الانثوية، الواقعة في أنسجة الأعضاء
التناسلية عند المرأة.
تبدأ هاتين الغدتين بإفراز مادة مخاطية لزجة وشفافة، وهي قابلة للتفاوت من
حيث الكمية بين رجل وأخر وعادة ما تحصل في لحظات التهيج، وظيفتها تسهيل
عملية الإيلاج، كما وأن احتواء هذه الغدد على قلويات، يساعدها في التغلب
على الإفرازات الحامضية عند المرأة، مما يدفع بالحيوانات المنوية، إلى
الالتصاق بالبويضة وتلقيحها، وتقل وتنعدم كلما تقدم الرجل بالسن، بسبب
ضمورها، ولكن هذا لا يعني غياب عنصر الإخصاب والتلقيح.
جدار قناة البول:
يساعد الغشاء المخاطي المبطن لقناة مجرى البول الأمامية، التي تخترق العضو التناسلي،
في الإفرازات الذكرية، بإضافة سائل مائي خفيف عند بلوغ الرجل مرحلة التهيج الجنسي.
غدة البروستات:
وهي عبارة عن غدة إسفنجية لينة، تحيط بفتحة المثانة، وبداية قناة المسالك
البولية الأمامية، وتعتبر هذه الغدد من أهم المصادر المنتجة للإفرازات
الجنسية عند الرجل، والتي تشكل 80% من حجم الحيوانات المنوية، التي تسبح
فيها داخل عضو الأنثى.
تمتاز إفرازات البروستات القلوية ذات المكون اللزج، بلونها الأبيض، التي
قد تخرج من الرجل بدون بلوغ التهيج، ممزوجة بإفرازات غدد كوبر. وهي غالبا
ما تكون خالية من الحيوانات المنوية.
الحويصلات المنوية:
هي عبارة عن مجموعة غدد صغيرة، تقع عند نهاية القنوات المنوية القادمة من
الخصية، قبل أن تصب في قناة مجرى البول الأمامية. وتفرز هذه الغدد سائلا
شبيها بسائل البروستات، ويحمل الحيوانات المنوية المعدة للقذف مع نهاية
العملية الجنسية.