THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: بناء الكيان الايماني وسط الكيان المترف الأربعاء ديسمبر 24, 2008 9:29 pm | |
| بناء الكيان الايماني وسط الكيان المترف إن ورقة الشجر لوحدها على الأرض الجرداء لا يمكنها أن تقاوم الرياح والعواطف العاتية وعوامل الطبيعة، لأنها وحيدة لا تمثل عناصر المقاومة لتلك التحديات، فتعصف بها الرياح وتذيبها عوامل الطبيعة، أما إذا تجمعت الأوراق على غصن بفرع الشجر ثم الساق ثم الجذر وتوفرت التربة الصالحة وأشعة الشمس والماء، فإن أية ورقة في هذا الكيان لا تتأثر بتلك العوامل بل تتحداها، لماذا؟ لأنها تصبح كيانا يملك عناصر التحدي من تماسك وقوة، ويحمل بذور النمو والتكاثر، كذلك الفرد في الوسط المترف من الصعب عليه، إن لم يكن من المستحيل، أن يستمر ويبقى ثابتا أمام مغريات الحياة المادية والأجواء المترفة والوسط المترف لا بد من ضرب حصار حديدي سميك لكيان ايماني لا تستطيع اغراءات المادة والأجواء المترفة النفوذ إليه، ان الفرد المؤمن في الأجواء المترفة وخاصة إذا كانت الأسرة هي التي تمثل هذه الأجواء يقف أمام خيارين، إما الانصياع والذوبان في الوسط والأجواء المترفة، أو تحدي هذا الواقع ومقاومته وبناء كيان ايمانه والله يأمرنا أن نتخذ الموقف الثاني حتى لو كان الأمر يتطلب اتخاذ موقف من أقرب الناس لديك، صحيح أن طاعة الوالدين واجبة لكنها في حدود الشرع والقوانين الإلهية. (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فكما ان القوانين الوضعية لا تسمح لك أن تطيع والديك في بعض المواقع، فإذا قال أبوك إذهب وتجاوز كل إشارة حمراء في الشارع، هل تعمل هذا العمل؟. لماذا؟ لأن هناك قانون وضعي يأمرك بغير ذلك. كذلك الأمر بالنسبة للقوانين الإلهية. (وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) قرآن كريم. الرضوخ الكامل بالخير والشر والحسن والقبيح للأسرة انما لمقدار توافقها مع مبادئ السماء، والطاعة تكون في حدود التزم الأسرة بالمنهج الرسالي. ان اسرة قائمة على العلاقات المصلحية والروابط المزيفة، قبلتها اللذة والموبقات، وقتها ضائع بالسهر والسمر والأفلام الخلعية.. همها علفها ومأكلها.. وتهدر اوقاتها بالترفيه واللهو.. كيف يمكن للفرد أن يخضع ويستسلم لها. إنما العمل الصحيح هو التصدي وبناء كيان إيماني يحمل في طياته القدرة على المقاومة وتوسيع رقعة هذا التجمع الرسالي فيها. | |
|