THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الجديد ..في العنف السياسي المعاصر الأربعاء نوفمبر 26, 2008 5:08 pm | |
| الجديد ..في العنف السياسي المعاصر الإرهاب كعنف سياسي قديم التاريخ، لكنه لم يتخذ هذه الدلالة القوية إلا في العصر الحديث. الجديد في العنف السياسي المعاصرن الذي سمى إرهابا، هو أولا ارتباطه بإيديولوجيات سياسية ثورية أو تمردية، واستعاماله ثانيا لكل ولآخر منتجات التكنولوجيا التي تعطيه وسائل ترويع وقتل وترهيب فظيعة المفعول وعميقة الأثر، وارتباطه ثالثا بوسائل الإعلام الحديثة. البعد السياسي والإيديولوجي (البواعث) العبد التقني أو التكنولوجي (الأدوات) البعد الإعلامي (الواقع والصدى) وتميز الإرهاب المعاصر منذ عقدين أو ثلاثة باعتماده الكبير على التطور التكنولوجي وعلى العبد الإعلامي الذي يضاعف مفعول العنف السياسي. فقوة هذا الأخير تأتي أولا من فظاعة وشناعة ودموية نتائجه، لكنها تكتسب دويا ووقعا وترويعا مضاعفا بفعل الوقع الإعلامي. فالإرهاب يستخدم أو يستثمر الإعلام لمضاعفة مفعوله وتوسيع أصدائه إلى حد تحويل وتجنيد وسائل الإعلام نفسها كوسائل تمارس بدورها نوعا من الإرهاب والترهيب. فالإعلام بالارهاب، كما قال السوسيولوجي الفرنسي جان بودريار، هو إرهاب بالإعلام وتحويل للعالم إلى إناء طافح بالإرهاب أو ما سماه بالإرهاب الذي تحول إلى عالم tereur monde وكأنه لا إرهاب بلا إعلام أو لن يكون شيئا بدون إعلام. والإرهاب بهذا المعنى هوالابن العضوي للعصر الحديث من حيث تسخيره للتقدم التكنولوجي، وللتطور الإعلامي لمضاعفة المفعول الفيزيائي والمعنوي للعنف السياسي الأعمى الذي يطال أبرياء لا مسؤولية لهم. لكن الإرهابي المعاصر ليس عدميا بالكامل. فهو يائس من الحياة، وهو على استعداد لأن يضحي بحياته الشخصية من أجل الأهداف الكبرى التي تستحق أن يحيا أو يموت من أجلها: الدولة، أو الشعب، أو اللغة، أو الذين. وذلك لتستمر الحياة بشكل أحسن في نظره. وسواء وضع الإرهاب كهدف له تحقيق مصالح مادية ملموسة لمن يعبر عنهم، أو تحقيق مكاسب روحية ومعنوية، فإن وقوده على وجه العموم هي الإيديولوجيا أو الخليفة الثقافية. كان الإرهاب في القرن التاسع عشر في أوربا عدميا على وجه العموم، لكن مع استئثار الإيديولوجيات الثورية اتخذ الإرهاب طابعا عقديا ماركسيا في مراحل أولي ثم ارتبط، بعقائد سياسية دينيةن تقوم على تلقين خطاب ديني متزمت ومتشدد مما يجعله يشكل الخلفية الثقافية العميقة الحافزة للإرهاب. نعم إن ما يسمى بالإرهاب هو اليوم محط صراع من حيث التعريف والتصنيف، لأن مشكل تعريف الإرهاب ليس مشكلا إبستمولوجيا بقدر ما هو مشكل سياسي، ذلك أن هناك حدودا رفيعة وحساسية بين العنف السياسي المشروع (على الأقل من زواية مواثيق الأمم المتحدة التي تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها وحقوق الأقليات) وبين العنف السياسي غير المشروع الذي يدخل في خانة الإرهاب. فإذا كان بالإمكان تعريف الإرهاب بأنه استعمال العنف الفيزيائي في حق المدنيين والقيام باحتجازهم أو قتلهم أو المساومة بهم بهدف الوصول إلى تحقيق أهداف سياسية، فإن سمته الأساسية دمويته وشراسته ونزعته الانتقامية التي تطال أطرافا أو فئات مدنية لا علاقة سببية مباشرة لها بالأسباب التي يمكن للمقترف الاستناد إليها دون مراعاة للنتائج اللاانسانية واللاأخلاقية للضحايا الذين يؤخذون بذنب الآخرين. إلأ أن تصنيف الأفعال يرتبط بالتصور وبالإرادة السياسية لمختلف الأطراف ومن ثمة بتأويلها ووضعها في هذه الخانة أو تلك. وقد استفحل الصراع حول تحديد الإرهاب في العقد الأخير بسبب انسداد آفاق الحلول وميل العديد من الحركات نحو العنف الاعمى وبسبب ميل الغرب نحو المطابقة الكاملة بين النضال والإرهاب. وهو بالتأكيد صراع سياسي وإيديولوجي وصراع إرادات وليس مجرد صراع إبستمولوجي. | |
|