THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: ماذا يعني وجود صديق في حياتك؟ الإثنين أغسطس 25, 2008 1:31 am | |
| ماذا يعني وجود صديق في حياتك؟ د . مأمون طربيه لمن تتوجه عندما تواجه مشكلة ؟ على هذا السؤال أجابت عينة من الناس في دراسة إستطلاعية بالمعطيات التالية : - 50 % إلى أفراد الأسرة . - 43 % إلى الأصدقاء. - 22 % إلى الكتب. - 16 % إلى رجل الدين . - 6 % إلى مدير العمل. - 4 % إلى مستشاري الإجتماعي . بتحليلنا لهذه النسب نجد أهمية مؤشر الصداقة بعد الأسرة في الأزمات التي تحل بنا , فهم بمثابة العامل الحاسم في تخفيف المعاناة عبر الدعم الإجتماعي , حيث يشعر الفرد بأن هناك من يهتم به إهتماما عميقا ويقدره, أو شخصا موثوقا يمكن أن يحدثه عن مشاكله وهمومه , لهذا لتكن سفينة حياتك عامرة بأشخاص تحبهم ويحبونك , حاول الأبقاء على صديق يستحق هذه التسمية , لأن الإختبار الحقيقي للصداقة هي بصعوبة استغنائكما عن بعضكما البعض , في مدى تمتعكما معا بلحظات الحياة البسيطة , تلك اللحظات التي يختزنها الناس ويرجعون إليها في أواخر أيامهم ويعتبرونها من أقدس خبراتهم. الصديق الحميم هو الذي يعضدك إن أنت أخطأت لأن كل الناس تقريبا يساندونك إذا كنت على صواب ولكن حين تقع في مأزق من يقف إلى جانبك ؟ قليلون وربما هذه هي حسنة المصائب أنها تريك معادن الأصدقاء , إذ منهم من يكون ذهبا , ومنهم من يكون فضة , ومنهم من يكون برونزيا ومنهم من لا يقدر بثمن , لأن الأصدقاء الحقيقيين هم الذين يأتون في الأوقات الحلوة حين ندعوهم , لكن أفضلهم من يأتي في الأزمات العصيبة دون أن تكلمهم. تشير بحوث كثيرة إلى أن من لهم عدد كبير من القرناء أو ممن يقضون وقتا أطول مع أصدقائهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة , فالصداقة تصل إلى أقصى درجات أهميتها عند الشباب بدءا من المراهقة وحتى الزواج حيث تكون هي العلاقة الأساسية التي تربط بين اثنين معا بكل مودة , وتزداد أهمية الصداقة مرة أخرى مع التقدم في العمر حيث يؤدي التقاعد عن العمل وفقد صحبة الزمالة إلى إنحسار العلاقات الإجتماعية , فتأتي إعادة الأندماج عبر تأسيس شبكة جديدة من الأصدقاء أو تنمية العلاقات الحميمة أمرا متطلبا . ولعل أول ما يوفره الأصدقاء لبعضهم البعض هو التحسن الفوري للحالة المعنوية ويكون ذلك أما بتوفير جو من المرح كما في مرحلة الناشئة , أو بنوع من الإشباع الإجتماعي الهادئ بالنسبة للكبار , وتكشف بعض البحوث التي تدور حول (الخبرات الإجتماعية السارة) عن أن عقد الصداقات الجديدة ورؤية الأصدقاء القدامى يتصدران قائمة هذه الخبرات , لهذا عندما نتساءل عن السبب الذي يجعل الناس يحتاجون فيه لأصدقاء , نجد أن هناك أكثر من سبب : - للمساعدة العملية والمعلومات أكثر مما يوفره أفراد الأسرة وأناس آخرون . - دعم إجتماعي في صورة نصائح أو تعاطف كون الأصدقاء محلا للثقة . - تماثل الإهتمامات والمشاركة في الأنشطة وممارسة الألعاب معا. أما الأشخاص الذين ليس لديهم صداقات أو يعانون سوء تكيف حسبما تبين من نتائج بعض الدراسات النفسية – تظهر عليهم الملامح التالية : - يضيقون ذرعا بمن حولهم / يتذمرون. - لا يطيقون النقد . - يثورون لأتفه الأسباب. - لا يجارون الآخرين طرائفهم أو يعتقدون أنها موجهة إليهم. - يتهورون في المواقف الصعبة. - لهذا بحث علماء الإجتماع والنفس والتربية أهمية الروح الإجتماعية , وعلى توفر الصحبة وإنشاء الصداقات , لأن الذاتية لا تتحقق إلا في جو إجتماعي ولا تنمو إلا إذا تمكنت من معرفة كيف تلائم نفسها مع الآخرين , والدليل على ذلك ما يعمد إليه الأهل عندما يحاولون أن يربوا أولادهم بطريقة مثالية عبر تأمين جميع الظروف الخارجية لفرص إمتاعهم في المنزل (ألعاب / وسائل تسلية وترفيه /وسائل تعلم/إنترنت...) بهدف حمايتهم –حسب زعمهم – من الإختلاط برفاق السوء أو البيئة الفاسدة , لكن جهودهم بالملاحظة والتجربة لم يكتب لها النجاح لأن مثل هؤلاء الأولاد نشأوا وهم يشعرون بخواء نفسي وانفعالي لا يستطيعون التكيف مع الآخرين إلا بصعوبة بالغة , هذا يعني أنه لابد من عملية تكيف إجتماعي بعالم آخر غير الأسرة ومحيطها تبدأ مع الأقرباء ثم رفاق الحي ثم صحبة المدرسة والجامعة , ثم زملاء النادي والأنشطة الإجتماعية التي من المفترض أن يشارك بها .
| |
|