THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: الآلام الدنيوية.. كيف تؤثر في صفاء النفس؟ الأربعاء نوفمبر 05, 2008 11:34 am | |
| الآلام الدنيوية.. كيف تؤثر في صفاء النفس؟ د. الشيخ احمد البهادلي أن الغرض من خلق الانسان هو المعرفة, وأن الطاعات جميعاً قد شرعها الله تعالى للقرب منه والاعتراف والاقرار بعبودية الخلق له, وأن حصول هذا الغرض انما هو للمخلوق المفتقر وليس للخالق الغني, ولا يتحقق هذا الغرض دون تطهير النفس من كل رين وشائبة, لتشرق بنور ربها سبحانه. بعد هذا كله, وبعد أن يستقل التشريع – بما هو تشريع – بالنهوض بتحقيق هذا الغرض, حيث شاء الله أن يخلق الانسان مختاراً وألهمه فجوره وتقواه, أنعم الله تعالى عليه بنعمة رديفة لنعمة التشريع من بين نعمه التي لا تعد ولا تحصى. وهذه النعمة هي نعمة تنقية النفس تكويناً. وذلك بأن قضى وقدر لكل ذنب عقوبة تكوينة ودنيوية, غير ان هذا القضاء والتقدير في الطبيعيات والتشريعات, يتطلب شرطاً وظروفاً قدر الله تعالى ان يكون للانسان واختياره دخل فيها. فنعمة التنقية التكوينية نعمة عامة بعموم رحمته التي وسعت كل نفس, بيد أن كفر هذه النعمة واختيار النفس لاسباب الظلمة في الدنيا قد يحول دون توفيق المرء لشمولها له في هذه الحياة, فيستدرج ويملى له ويمهل لتشمله تنقية تكوينه أخرى تميز الخبيث من الطيب, وتعيد كل معدن الى عناصره الاولى, ألا وهي جهنم. وعلى هذا فغرض الخالق سبحانه لا بد أن يتحقق, وإلا لكان غير عالم بنتائج فعله, أو كان عاجزاً عن تحقيقها, إلا أن حكمته اقتضت أن يكون لاختيار الانسان دور مرحلي في تحقيق هذا الغرض, ووفر له – بعد منحة الاختيار – من العلم والقدرة وغيرهما من الشروط – العامة والخاصة – لتحقيق هذا الغرض طواعية, فان لم يحصل منه التطبيق الكامل للمنهج الذي يوصله اليه, وقام اساسيات هذا المنهج من اعتقاد بالجنان وعمل الاركان, تفضل عليه سبحانه بما يغطي النقص ويمحو الرين والفساد, من التوبة والاستغفار والشفاعة والابتلاء, ليكمل فيه ما لم يختل إكماله – في حينه – ويوصله بذلك الى ما خلقه لاجله. وهذه النعمة – أي نعمة الابتلاء – لا يدرك جسيم فضل الله فيها على عباده من لم يدركها في حياته الدنيا إلا بعد أن يواجه الحقيقة بعد موته وينتبه من نومة الغافلين, فحينئذ يقول ما حكاه عنه القران الكريم من قوله: "رب ارجعون * لعلي اعمل صالحاً فيما تركت", ويكون جوابه الحاسم: "كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون", "ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ الى ربه مئاباً * انا انذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت تراباً". أما المؤمن فتختلف نفسه عن نفس الكافر, نفس المؤمن كالأرض الطاهرة الطيبة حينما تدنسها النجاسة تطهرها الشمس, ونفس المؤمن حينما تدنسها الذنوب يطهرها البلاء في الدنيا. فعن أبي الحسن انه قال: "حق على الله أن لا يعصى في دار إلا أضحاها للشمس حتى طهرها". وأما الكافر فقد أحال الكفر نفسه الى نجاسة عينية لا تطهر إلا بعد إحالته في النار الى عين أخرى. كاستحالة الميتة الى تراب. من هنا كان ابتلاء المؤمن في الدنيا نعمة من الله تعالى. وعن أبي عبد الله قال: "إن الله اذا اراد بعبد خيراً فأذنب ذنباً أتبعه بنقمة, ويذكره الاستغفار". ولا ينسحب لزوم ترتب البلاء- على ذنب المؤمن – على الانبياء والاوصياء المعصومين, بعد أن قلنا بعصمتهم عن الذنوب كبيرها وصغيرها, لان لحوق الاذى في الدنيا وان كان بسبب الذنوب – كما تحدثنا عنه -, بيد ان له غير هذا السبب ايضاً, ومنه زيادة الاجر والكمال به, لان كل كمال دون كمال الله سبحانه محدود يقبل الزيادة والنقصان, ويدخل في هذا النوع من تسبيب الاذى لزيادة المثوبة والكمال, ما حصل للمعصومين عن الذنوب من بلاء. فعن علي بن الحسين عن ابيه قال: قال رسول الله (ص): "مازلت أنا ومن كان قبلي من النبيين مبتلين بمن يؤذينا, ولو كان المؤمن على رأس جبل لقيض الله له من يؤذيه, ليأجره على ذاك". وعن أبي عبد الله قال: "لو أن رجلاً مؤمناً كان في قلبه جبل لبعث الله من يؤذيه, ليأجره على ذلك". | |
|