THF Admin
عدد الرسائل : 4613 تاريخ الميلاد : 11/10/1984 العمر : 40 البلد و المدينة : Algeria - Bouira - Palistro العمل/الترفيه : Maintenance system informatique - MSI المزاج : في قمة السعادة السٌّمعَة : 5 نقاط : 2147483647 تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: ألوان من الحب.. تقود إلى عصيان الله الخميس أكتوبر 30, 2008 1:17 am | |
| ألوان من الحب.. تقود إلى عصيان الله عن الإمام جعفر الصادق (ع) قال : (قال رسول الله (ص) : إن أول ما عصي الله عز وجل به ست – وهي الأشياء التي عاشت في نفس الإنسان , فإنها تقوده إلى عصيان الله سبحانه وتعالى , وهي عدة ألوان من الحب الذي يعيش في داخل الإنسان وفي كيانه , وهذه الأمور الستة هي : حب الدنيا , وحب الرئاسة , وحب الطعام , وحب النوم , وحب الراحة , وحب النساء). وعندما نريد أن ندرس هذه الألوان من الحب نجد أنه تمثل الإستغراق في الجانب المادي , الذي يحجب الإنسان عن الآخرة وما يجب عليه الإستعداد لها . أما حب الرئاسة , فإنه يؤدي به إلى أن يستخدم كل الوسائل غير الشرعية للوصول إلى الموقع الرئاسي , وهذا ما نلاحظه في كثير من الناس الذين يملكون طموحا رئاسيا , في أي موقع من المواقع , سواء كانت من المواقع الرسمية السلطوية , أو من المواقع الإجتماعية أو غيرها , وربما من المواقع الدينية في بعض الحالات , فإذا ما تملك حب الرئاسة الإنسان فإنه يستغرق فيه , حتى يكون مستعدا إلى أن يفعل أي شئ , وإلى أن يلتزم أي شئ , وإلى أن يسير مع أي جهة يمكن أن تعطيه بعضا من هذه الرئاسة , سواء كانت رئاسة صغيرة أو رئاسة كبيرة , حتى أنه قد يبيع دينه بدنيا غيره, ولذلك فإنه عندما يسيطر هذا الحب على الإنسان , يفقده خط التوازن في خط الإستقامة وفي التفكير السليم , وفي التصرف السليم , وبذلك يقترب –في بعض حالات هذا الحب – من الكفر أو مما يقرب منه. وقد حدثنا التاريخ عن كثير من هذه النماذج , حيث انقلب بعض هؤلاء على دينهم , وفعلوا الأفاعيل من أجل الحصول على منصب أو موقع رئاسي. وأما حب الطعام , فيقود الإنسان إلى تناول الأطعمة المحرمة , لأنه عندما يحب الطعام ويستغرق في حبه , فإن شهواته لهذا النوع أو ذاك , يدفعه إلى أن ينفتح على الإطعمة المحرمة وعلى الشراب المحرم , وهذا ما نلاحظه في بعض الناس الذين قد تسمع منهم أنهم يلتزمون بالأسلام , ولكنهم يأكلون الميتة ويأكلون لحم الخنزير وما إلى ذلك , باعتبار أن شهواتهم تضغط عليهم , فيخضعون لها , ويعصون الله سبحانه وتعالى فيما يأكلون , فيقودهم إلى تناول الأطعمة المحرمة المشتهاة والخضوع لمن يهئ له أطايب الطعام في سبيل تقديم بعض التنازلات من إلتزاماته الشرعية مما يفرضه عليه الدين . وأما حب النوم والإستغراق فيه , فإنه يمنعه من الإستيقاظ للطاعة , كما هو شأن البعض الذين لا يعد نفسه للأستيقاظ لصلاة الصبح , أو لبعض الطاعات التي تفرضها عليه أوامر الله , فيستسلم للنوم , ولا يقوم بالواجبات الشرعية في حركته في الحياة , مما يحتاج فيه إلى اليقظة في أكثر من وقت. وأما حب الراحة , فيؤدي به الى الإمتناع عن بذل الجهد فيما تفرضه عليه مسؤولياته الدينية والتزاماته الشرعية , مما قد يوقعه في التعب , وهناك بعض الناس من إذا أردت منه أن يقوم ببعض المسؤوليات التي قد تكلفه جهدا , فإنه قد يمتنع , ويحاول أن يتعذر عن ذلك بأن جسده لا يساعده , وأنه يحتاج إلى الراحة , وما إلى ذلك من أعذار لا تعدو أن تكون –في غالب الأحيان- تبريرات يستطيع الإنسان معها أن يجاهد نفسه , ويقدم على العمل. وأما حب النساء فيقوده إلى سلوك طريق الشهوات المحرمة , كالزنا ونحوه ويبتعد به عن حالة العفة الأخلاقية التي يحبها الله , فينسى ربه , وينحرف عن طريق دينه. فهذه الألوان من الحب , تربط الإنسان بغريزته العمياء التي تقوده إلى عصيان الله , عندما ينحرف به خط السير الغريزي الشهواني عن الخط المستقيم . ولذلك يجب على الإنسان في مسألة الحب أن يوازن حبه , وأن لا يترك حب أي شئ من الأشياء يتملكه , بل أن عليه أن يعقلن حبه , وأن يدخل مسؤولياته في عمق حبه , ليكون حبه حبا متوازنا , لا يسيء إلى دينه , ولا يسيء إلى مسؤولياته , ولا يسيء إلى كل قضاياه في الحياة , لأن الحب يعمي ويصم , ولأن الحب عندما يتملك الإنسان , فقد يقوده بغير اختيار إلى الإنحراف عن الخط المستقيم. | |
|